-A +A
سعيد السريحي
توج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز العلاقات السعودية العراقية المتنامية بعد قطيعة طال أمدها بكلماته حين قال «ما يربطنا بالعراق ليس مجرد جوار ومصالح، بل أخوة ودم ومصير مشترك»، وتلك هي الحقيقة التي ينبغي أن تقف في وجه أي محاولة لتعكير صفو العلاقة التي ينبغي أن تكون بين بلدين يشكل كل منهما عمقا إستراتيجيا للوطن العربي، ومن شأن أي قطيعة بينهما أن تشكل شرخا في كيان الأمة العربية التي لم تكن محتاجة قط لوحدة الصف كما هي محتاجة إليه اليوم، في ظل ما يتهددها من مخاطر ويحيط بها من تهديدات ليس أولها الإرهاب الذي أوشك أن يقضي على الدولة في العراق، وسعى قبل ذلك إلى زعزعة الاستقرار في المملكة، وليس آخرها الخطر الإيراني الذي بات يمس سيادة العراق على أرضه، وزج قبل ذلك بالعراق في حرب طويلة نالت كثيرا من مقدراته ودم أبنائه.

وإذا كانت السياسة العراقية قد انحرفت عن مسارها وابتعدت بالعراق تاريخا وشعبا عن محيطه العربي نتيجة لاضطراب الرؤية الذي أحدثه الغزو الأمريكي، وما أعقبه من تصاعد بعض النعرات والتوجهات الطائفية، وما تلا ذلك من خطر مثلته داعش والقاعدة، إذا كان ذلك هو ما مس السياسة العراقية فقد آن للعراق، وقد أخذ يتعافى من محنة الإرهاب وخطره ويستعيد وعيه، أن يستحضر تاريخه العظيم وثقافته العظيمة كذلك ويعود ثانية إلى حاضنته العربية، متخذا من المملكة بوابة لهذه العودة المباركة التي من شأنها أن تحمي العراق من أن يكون ولاية إيرانية، كما يحمي الوطن العربي من أن يفقد دولة تشكل خط دفاعه الأول في مواجهة المد الإيراني القادم من الشرق.