-A +A
"عكاظ" (النشر الالكتروني)
أكد وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، أنه جرى خلال الاجتماع الأول للمجلس التنسيق السعودي العراقي الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء جمهورية العراق، في قصر اليمامة بالرياض، اليوم (الأحد)، التوقيع لإنشاء مجلس سعودي عراقي، بحضور وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون.

وعدّ الجبير المجلس خطوة أولى ومهمة جداً وتاريخية، ستسهم في تعزيز العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق الشقيقة في كل المجالات، عن طريق فرق العمل التي أسست لذلك، والتطلع لمزيد من التعامل والتنسيق بين المملكة والعراق.


وبيّن أنه خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمملكة التي التقى خلالها بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى اجتماع مطول معه أمس واليوم، بحثت خلاله موضوعات عديدة أهمها عملية السلام بالشرق الأوسط، والوضع في سورية، والخطر الإيراني على المنطقة، والأوضاع في اليمن.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية مع بنظيره الأمريكي ريكس تيلرسون، في قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض، اليوم (الأحد).

وأفاد أن الاجتماع بحث الأزمة القطرية والإرهاب والتطرف في سورية والعراق ومنطقة الشرق الأوسط بشكل كامل، مؤكدا تطابق رؤى المملكة وأمريكا في معظم هذه القضايا دون الدخول في التفاصيل بالنسبة لموقف البلدين لأنها واضحة جداً.

وأشار إلى أنه جرى كذلك بحث موضوع كوريا الشمالية، والتأكيد على أن موقف المملكة يتطابق تماماً مع موقف الدول العشرين الذي يدعو إلى إقامة منطقة لا توجد فيها أسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية، كما عبرنا عن موقفنا بأننا نعتقد أن أي إجراء أو تحركات استفزازية من قبل كوريا الشمالية لا تستخدم في الوصول إلى حل هذه الأزمة.

ونوه الجبير بالعلاقات التاريخية والاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة، وحرص البلدين عبر العقود الثمانية الماضية في تعزيزها وتكثيفها في كل المجالات، معبراً عن فخره بهذه العلاقة وما أنجزته في كل المجالات، أبرزها المجال السياسي والعسكري والمجال الأمني والمجال الاقتصادي والمجال التعليمي وغيرها من المجالات.

من جانبه، أوضح وزير خارجية الولايات المتحدة، أن زيارته هذه تعد الزيارة الثالثة للرياض بصفته وزيراً للخارجية الأمريكية، مما يؤكد طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، معبراً عن سعادته بانطلاق مجلس التنسيق السعودي العراقي، مقدماً الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد، ولوزير الخارجية عادل الجبير، على إتاحة الفرصة لقضاء فترة طويلة معهم لتبادل الأفكار.

وأكد تيلرسون، أن التعاون في مسألة التنسيق السعودي والعراقي يشكل خطط هامة لاستقرار ومستقبل العراق، كما يحقق أهمية من أجل البلدين معاً في سياق انتقال العراق نحو المستقبل، متطلعاً إلى حالة من أحداث استقرار متطور وتعزيز قدرة الحكومة العراقية لمقاومة أي تأثير خارجي قد تتعرض له، بحيث يكون بمقدورها الوقوف على قدميها، لافتا النظر إلى أن هذا الأمر يتطلب تأهيل وتجديد تلك العلاقة التاريخية بين العراق ودول الجوار، التي تعرضت إلى حالة من القطيعة خلال العقدين الماضيين.

وأفاد أن هذه العلاقة مهمة للشعب العراقي بجميع أطيافه، بحيث يستطيعون أن يشعروا الآن بحالة من التكامل مع دول الجوار لا سيما المملكة العربية السعودية، وبقية دول الخليج العربي، مؤكدا أن تطور العلاقة بين البلدين ستفيد المملكة في سياق رؤيتها لعام 2030، بحيث تعزز التعاون الاقتصادي وتقوي أواصر الروابط الاقتصادية بين البلدين.

وبيّن وزير الخارجية الأمريكي، أن مسألة تطور العلاقات بين البلدين تعد في غاية الأهمية لكل من الدولتين، مشيراً إلى تطرقه خلال اللقاءات المكثفة مع خادم الحرمين الشريفين وولي العهد إلى سياسية الرئيس دونالد ترمب الجديدة إزاء إيران، حيث عبر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن مصادقته الشديدة لتلك السياسية، بسبب سلوكيات إيران في المنطقة، وما أقدمت عليه إيران ممثلة بالحرس الثوري الإيراني من زعزعة الأمن في المنطقة، آملاً من الشركات الأوربية أن تنضم إلى هذه السياسية التي من شأنها منع إيران والحرس الثوري من العمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة، وجعلها على غرار ما قامت به إيران في سورية واليمن.

وأكد أنه خلال لقاءاته، نوقشت الأزمة في اليمن والتطرق إلى جملة من القضايا الإقليمية بما في ذلك سورية، حيث نوه خادم الحرمين الشريفين أيضاً إلى مشاكل أخرى في المنطقة، ومشيراً إلى ما تطرق له الجبير من الشعور بالقلق إزاء مسألة ما أقدمت عليه كوريا الشمالية، حيث تعير الولايات المتحدة أهمية خاصة لما خلصت إليه القمة الأمريكية السعودية، التي تمخضت عنها قرارات عديدة، وما شكلته القمة يعد دليل على عمق العلاقة التي تجمع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في مجالات عديدة منها الأمن والدفاع وملفات أخرى، منوهاً بالاتفاقيات التي من شأنها تحقيق الكثير من الأمن في المنطقة، متمنياً في ظل الشراكة القوية مع المملكة تحقيق الإنجازات في المستقبل.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، أن إعادة العلاقات السعودية العراقية أمر هام، وأن مجلس التنسيق السعودي العراقي سينقل العراق إلى المستقبل.

وقال تيلرسون: "بحثنا في الرياض دور إيران المزعزع للأمن في المنطقة، ونأمل أن تنضم الشركات الأوروبية لآلية العقوبات المفروضة على إيران".

وأضاف: "زيارتي الثالثة للرياض تؤكد عمق العلاقات بين البلدين، وسنعمل عى تنفيذ الالتزامات المنبثقة عن القمة السعودية ـ الأمريكية".

وتابع: "نسعى لتوطيد علاقات العراق مع الدول العربية كافة، لبناء عراق قوي بعيداً عن تأثير إيران وميليشياتها".