-A +A
خلصت الجولة التراجيدية الشرق آسيوية لأمير قطر تميم بن حمد في إندونيسيا وماليزيا هذا الأسبوع إلى ذات الحصيلة الخاوية التي نالها من خطابه البائس في الأمم المتحدة أخيرا، فالعالم بات مدركاً بالفعل لا بالقول، أن قطر كانت تلعب دوراً خطيراً في تغذية الإرهاب وإمداده لوجستياً على الصعيد الإقليمي والدولي، وخير دليل على ذلك، هو النتائج العملية التي شهدها العالم منذ انطلاقة المقاطعة المباركة من قبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وانعكاساتها الإيجابية والملموسة على عودة الاستقرار للمنطقة وانحسار العمليات الإرهابية بشكل متسارع جداً إقليمياً وعالمياً، وكان من آخر نتائجها الإيجابية تهاوي تنظيم داعش الإرهابي في عقر داره، وهذا جزء بسيط من نتائج المقاطعة بعد فرض رقابة لصيقة على الأنشطة المالية للنظام القطري.

ولذلك، بات من الواضح تماماً أن أمير قطر في جولاته الآسيوية الأخيرة، لا يزال يسير في طريق مسدود، وهذا التخبط ما هو إلا نتيجة لضعف وغياب عناصر الخبرة والقيادة والحكمة، وتضليله وتغييبه من قبل البطانة الأجنبية الفاسدة التي تحيط به عن قراءة المشهد السياسي بواقعية، سواء كانت هذه البطانة متمثلة في الجناح الإخواني المتطرف بقيادة يوسف القرضاوي أو جناح المستشارين الإسرائيليين ومن والاهم تحت مظلة عزمي بشارة، الذين بسطوا نفوذهم بوضوح داخل سلطة القصر الأميري في قطر، وسوف يقودون قطر إلى الهاوية حتماً، ما لم يتدخل العقلاء من داخل الأسرة الحاكمة لتصحيح هذا المسار، لأن الجولات العالمية والمحاولات البائسة لإقناع العالم بالتباكي والكذب لن تقدم شيئاً للشعب القطري سوى المزيد من التبعات السلبية والعثرات وإهدار للمكتسبات، وليس من الممكن أن تكون هناك حلولاً منطقية وعقلانية وواقعية من خلال ابتعاد قطر عن محيطها الدافئ في الخليج العربي.