-A +A
"عكاظ" (النشر الالكتروني)
وصل رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز إلى تونس أمس (الأربعاء)، مترأساً وفد المملكة العربية السعودية في المنتدى العربي التونسي للاستثمار السياحي، الذي يشارك فيه عدد من وزراء السياحة العرب ورجال المال والأعمال المهتمين بصناعة السياحة.

وكان في استقباله لدى وصوله مطار تونس الدولي، وزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى اللومي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس محمد بن محمود العلي.


وتوجه إلى مقر وزارة السياحة والصناعات التقليدية، حيث عقدت جلسة مباحثات بحضور كبار المسئولين التونسيين تناولت المجالات ذات الاهتمام المشترك، واستعرض مع الوفد التونسي أوجه العلاقة والاهتمام المشترك لتنمية العلاقة في المجالات السياحية والتراثية وتطويرها.

واستعرض الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين للمحافظة على المواقع التراثية والأثرية وتنميتها وتعزيزها وفتحها للزوار، إضافة إلى التحول الكبير الذي تشهده السياحة في المملكة باعتبارها أحد أهم ركائز الاقتصاد الوطني.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، على اهتمام خادم الحرمين الشريفين بتوثيق وتطوير العلاقات مع جمهورية تونس الشقيقة.

وقال: "توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تحث دائماً وتؤكد دوماً على أن نعطي تونس كل الاهتمام، وهناك اهتمام كبير في مجالات السياحة والثقافة والتراث، وسنعمل بكل طاقتنا لتنفيذ توجيهاته بتقديم كل ما يحتاج إليه تونس وتنمية العلاقات مع هذا البلد الغني بتاريخيه وثقافته ورجاله الكرام، وسيتم الاستفادة من خبرات تونس وقوتها في مجالات السياحة والتراث والحرف والصناعات التقليدية".

وأضاف: "المملكة تعتز بتونس وبتجربتها السياحية وما نتج عنها من نجاحات، والمملكة حريصة على الاستفادة من هذه التجربة بتركيز شديد بما يحقق تطلعات الجميع، متمنياً لتونس حكومة وشعباً كل خير ورخاء واستقرار".

من جانبها، قالت وزير السياحة والصناعات التقليدية التونسية سلمي اللومي: "إن العلاقات التونسية السعودية راسخة ومتجذرة وتشهد تطوراً كبيراً في مختلف المجالات، مشيدة بالزيارة التي يقوم بها سمو الأمير سلطان بن سلمان لتونس وحضوره أعمال المنتدى العربي التونسي للاستثمار السياحي، إذ يعد حضور سموه للمنتدى دعماً كبيراً ومحفزاً له للخروج بنتائج كبيرة ومثمرة، مؤكدة أن سموه داعم للسياحة العربية ومعزز لها على مختلف المجالات، وعلاقة الجمهورية التونسية بالمملكة قوية ومتينة ومتطورة على مختلف المجالات".

من جهة أخرى، التقى الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بوزير الشؤون الثقافية التونسية محمد زين العابدين، حيث جرى استعراض مجالات العمل ذات الاهتمام المشترك في مجالات المتاحف والمدن التاريخية والمواقع الأثرية والقرى السياحة، وناقش الجانبان سبل تطوير العمل المشترك في هذه المجالات بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين.

وقال الأمير سلطان بن سلمان: "هناك تعاون كبير في مجالات السياحة الثقافية لتداخلها مع أنماط السياحة المتعارف عليها عالمياً، ومهمتنا إبراز تراثنا العربي والإسلامي للأجيال والمواطنين في بلادنا قبل كل شيء، فنحن موطن حضارات وتقاطعت فيها كبرى الحضارات، وما تشهده بعض البلدان العربية هي مرحلة مؤقتة، وقد سمعت من أخي الوزير التونسي أن التواجد الحضاري ووقوف الإنسان العربي في هذه المنطقة مهم جداً في هذا الوقت، ويجب أن ينظر إلينا العالم على أننا بلدان حضارة وتاريخ وأصالة، فنحن لسنا منتجي نفط ودول اقتصاد كما يعتقد البعض، لدينا تحدي كبير أن نعيد للعالم العربي اعتباره على المستوى العالمي بقيمنا ومفاهيمنا وأخلاقنا التي يعرفها العالم جميعاً".

وأضاف: "نهتم كثيرا بالتعاون مع تونس فهي بلد الحضارات، والمملكة ملتقى الحضارات، وشهدت أرض الجزيرة العربية حضارات قديمة ومهمة وهناك نقاط قوية ومشتركة، التحديات كبيرة ولكن العالم العربي والإسلامي لابد أن يعود بشموخ على مستوى العالم، البلاد العربية الأصل حيث انطلق العلم والحضارة والكثير من الأمور التي أسهمت في تقدم العالم، ويجب أن نكون منصفين في حق أنفسنا قبل أن نطلب من العالم إنصافنا، يجب أن نقف على أقدامنا، ونعمل مع بعضنا البعض، حيث لم يعد هناك فوارق بين الحاكم والمحكوم وهي طبيعتنا كعرب أن لا يكون هناك حاكم ومحكوم بل توافق وتآلف على البناء والازدهار، ويجب أن نعمل كمسئولين عرب على إعادة الألفة والمحبة بيننا وأن نبتعد عن التطاحن السياسي الذي يعطل بناء الإنسان والمكان".

من جهته، عبّر وزير الشؤون الثقافية التونسية محمد زين العابدين، عن سعادته بالتعاون مع المملكة العربية السعودية التي تتمتع بثقل تاريخي وثقافي عميق، فهي ملتقى الحضارات ولديها جهود كبيرة في مجال العناية بالتراث الحضاري، معرباً عن شكره لرئيس هيئة السياحة على ما أبداه من حرص شديد ورغبة صادقة في تطوير التعاون ليشمل مجالات عدة ومهمة.

وقد حضر اللقاءين سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس محمد بن محمود العلي، والوفد المرافق لرئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.