-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
عرف عن المثقفين أنهم مزاجيون فوق العادة، وأنهم مشارب شتى، وما يرضي أحدهم يغضب آخرين في ذات الوقت، إذ بتصدر بعضهم المشهد الثقافي والإعلامي وحضورهم اليومي المتكرر تتأصل النرجسية في ذوات البعض، ما يترتب عليه دخولهم في حالة مزاجية حادة، وأحياناً يتعذر التعامل معه، ولعل من مزايا الرئيس التنفيذي لهيئة الثقافة المهندس أحمد المزيد أنه ليس محسوباً على طيف ثقافي محدد، ولم تدركه حرفة الأدب، ولن تخضع أجندته لأي اعتبارات سوى اعتبار النجاح وتحقيق الطموحات، والتصدي للمهمة بثقة، وربما كان مبعث الطمأنينة قدومه من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كونها جامعة مميزة، وتشكل علامة مضيئة في تاريخ ومسيرة التعليم العالي في المملكة كونها تعتمد في بنائها على الشراكة الأكاديمية والتقنية مع جامعات أمريكية مميزة، ما دفعها لتتبنى أحدث النظم الإدارية والأكاديمية وتضع معاييرها النوعية مقارعة بمعايير الجامعات الأمريكية.

المزيد بما عرف عنه من سعة الصدر، وحسن المعشر، سيواجه مزاجية المثقف بما تحصّل عليه من الخبرات المميزة، إذ هو خريج الهندسة الصناعية في كلية (ميلوواكي) في الولايات المتحدة الأمريكية، وحاصل على الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وعمل في مناصب قيادية في العديد من الشركات منها: بروكتر أند جامبل، ولوسنت تكنولوجيز، وشركة الاتصالات السعودية، وشركة ثروات القابضة. وحضر مجموعة من الدورات التنفيذية في جامعة ستانفرد وجامعة هارفرد وكلية MIT وجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويصطف رئيس أدبي الطائف عطاالله الجعيد إلى جانب اختيار الكفاءات الإدارية لتولي زمام المؤسسة الثقافية، وعدّ عدم معرفة النخبة المثقفة للمزيد من المزايا، إذ يمكنه اختيار فريق عمله دون أن يقع في دائرة الاتهام بالمحاباة والمجاملة، مضيفاً أن الرئيس التنفيذي للهيئة مستقل، ومؤهل بالمعرفة والخبرات الإدارية، ما يعزز فرص نجاحه باعتبار أن المؤسسة الثقافية لا تحتاج شاعراً ولا روائياً لإدارتها قدر ما تحتاج إلى خبرة إدارية ناجحة كما يرى.