-A +A
حسين الشريف (جدة) al_sharef4 تصوير: أحمد المقدام
كشف محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس علي الحازمي لـ«عكاظ» أن المؤسسة تهدف إلى الريادة العالمية في إنتاج المياه بالكلفة الأرخص، بعدما استطاعت خفض كلفة الإنتاج من ثلاث ريالات (0,8 دولار) إلى 2.5 ريال (0,67 دولار) للمتر المكعب، وأن التوفر في أنظمة التحلية الخاصة بالمؤسسة تحسن إلى 90%، والمستهدف وصوله إلى 97%. وأكد في حواره الأول بعد توليه منصب المحافظ لـ«عكاظ» وجود أربعة مشاريع مستقبلية، ومنها محطة (الجبيل3) لإنتاج 3000 ميجا وات كهرباء، و1.17 مليون متر3 من المياه يوميا، وسيبدأ التشغيل في عام2021، إضافة إلى محطتي رابغ وينبع، اللتين ستنتجان 600,000 ألف متر3 و 450,000 متر3 يوميا على التوالي عن طريق التناضح العكسي، إلى جانب مشروع محطة الشقيق الذي سيزود منطقتي جازان وعسير بنحو 380,000 متر3 من المياه يومياً. ولفت إلى أنه بزيادة كفاءة محطات الضخ وشبكة النقل بين محطة الجبيل ومدينة الرياض يمكن توفير مليون ميجا وات من الكهرباء، وإلى تفاصيل الحوار:

ما التحديات التي تواجه كفاءة واعتمادية شبكة التحلية في السعودية؟


•• رغم أن محطة رأس الخير، التي أنشئت أخيرا تعمل بكفاءة بنسبة 55%، إلا أن غالبية محطاتنا تعمل بكفاءة تقل عن 30%، والبعض منها تجاوز الـ 30 عاما، والمؤسسة في طريقها نحو التخصيص، فهي تتعاون حالياً مع شركة «دوبونت» لتحسين الكفاءة التشغيلية لمحطاتها، ويعتبر تحقيق كفاءة 40% نسبة منافسة عالمياً، واستراتيجيتنا للكفاءة تركز على 4 عناصر وهي الموارد البشرية، والاعتمادية، والربحية، والصحة والسلامة البيئية، فنحن نعمل لتحديد الفجوات في أنظمتنا للصحة والسلامة البيئية لتحقيق معايير «أيزو 14000»، وتعتبر محطة رأس الخير في مقدمة هذه الجهود.

وأخيرا حددنا أهداف الاعتمادية، ووجدنا أنها مطابقة لاثنين من مؤشرات الأداء الرئيسية العالمية، وهما التوفر الميكانيكي والاستخدام، فالتوفير في أنظمة التحلية الخاصة بنا تحسن إلى 90%، ونحن نستهدف الوصول إلى نسبة 97%، كما ساهم الاتجاه نحو العمل التجاري إلى تحسين الاستخدام بنسبة 19%. وفي ما يخص الربحية، فنحن نستهدف مجالات ستؤدي إلى زيادة الإنتاج بنسبة تراوح بين 5 - 10%، وبالتالي زيادة الطاقة الإنتاجية لمحطاتنا من 4.7 مليون متر مكعب يوميا إلى أكثر من 5 ملايين متر3.

ويراوح العائد على الاستثمار حاليا ما بين 1100-1200 دولار لكل متر2، ولكن هذا العائد قد يتضاعف إذا تم تركيب أنظمة توليد طاقة كهربائية كما في محطة رأس الخير، التي تنتج 2600 ميجا وات من الكهرباء.



كيف ستستخدم المؤسسة التقنيات الجديدة في مجال التحلية؟

•• يتم الإنتاج بنسبة 80% بواسطة المبخرات الوميضية متعددة المراحل، ونحن حاليا نتوجه لاستخدام تقنية التناضح العكسي فهي الأقل غلاء، ففي محطة رأس الخير 70% من إجمالي إنتاج المحطة البالغ (1050 مليون متر3، يتم بواسطة التبخير الوميضي متعدد المراحل، بينما تشكل طريقة التناضح العكسي النسبة المتبقية من الإنتاج التي تمثل 30%. والتحول الحالي نحو استخدام تقنية التناضح العكسي جاء بسبب إدراكنا لأهميته أخيرا، ورغم تركيزنا عبر التاريخ على إنتاج الماء والكهرباء، فإنه يتحتم علينا فصل الإنتاج والتركيز على منتج واحد لتغطية العائد على الاستثمار، كما يوجد لدينا 4 مشاريع مستقبلية، ومنها محطة الجبيل 3، التي ستنتج 3000 ميجا وات كهرباء، و1.17 مليون متر3 من المياه يوميا، وسيبدأ التشغيل في عام 2021-

2022، كما أن محطتي رابغ وينبع عند اكتمالهما في 2022 ستنتجان 600,000 ألف متر 3 و 450,000 متر3 يوميا على التوالي عن طريق التناضح العكسي، ومحطة رابغ تخدم مدينتي مكة المكرمة وجده، كما أن مشروع محطة الشقيق سيزود منطقتي جازان وعسير بنحو 380,000 متر3 من المياه يوميا.

ونحن في المؤسسة نهدف إلى أن نكون الرائدين عالمياً في إنتاج المياه بالكلفة الأرخص، وبعض محطاتنا استطاعت خفض كلفة إنتاج المياه من 3 ريالات (0,8 دولار) إلى 2.5 ريال (0,67 دولار) للمتر المكعب، كما أنه بزيادة كفاءة محطات الضخ وشبكة النقل بين محطة الجبيل ومدينة الرياض على سبيل المثال فبالإمكان توفير 1 مليون ميجا وات.

نقل تجربة أمريكا وأوروبا للمملكة

•ما الإستراتيجية التي يتم تبنيها حاليا ليكون قطاع التحلية جاهزاً للتخصيص؟

•• تتبنى الولايات المتحدة وأوروبا نظام تقييم للمحطات، وهذا النظام نخطط لتجربته في المملكة، وبما أن محطة رأس الخير محطة جديده تماما فإن تقييم AAA سيرفع من قيمتها، وبصورة مشابهة سنحدد الوسائل التقنية «الفنية» لإعادة تأهيل أية محطة تحصل على تقييمCCC.

ويعمل نظام التقييم على توفير الثقة والمعلومات للمستثمرين الراغبين في تشغيل المحطة في المستقبل، ففي محطة الخبر مثلا سنستبدل عمليات التبخير الوصفي متعدد المراحل الأقل كفاءة بأنظمة تناضح عكسي صغيرة، كما أن التقييم سيقدم شهادة من جهة خارجية بأن المحطة قادرة على العمل فترة تراوح بين 15- 20 سنه قادمة، وهذه الوسائل الأولية حظيت بموافقة وزارة البيئة والمياه والزراعة، كما نخطط لاستكمال عمليات التقييم لمحطات الجبيل، وينبع، ورأس الخير في عام 2017، وأملنا النهائي أن تستفيد المملكة من هذه الخبرة وزيادة فرص تطوير المحطات، وتصدير خدمات تحلية جديدة للدول المجاورة.

تقليل تكلفة التشغيل 40 %

• إلى أين وصلت المرحلة الثالثة لمشروع إنشاء محطة ينبع لتحلية المياه المالحة وتوليد الكهرباء ؟

•• وصلنا إلى مرحلة التأكد من الانتهاء من جميع الأعمال الخاصة بالبدء في الإنتاج في شهر مايو 2018، وذلك حسب الجدول الزمني المعتمد والمتعاقد عليه كمرحلة أولى بطاقة إنتاجية 275 ألف متر3 من المياه المحلاة المنتجة، التي تمثل 50% من الطاقة التصديرية، وهذا بدوره سيقلل الكلفة التشغيلية لإنتاج المياه بما يقارب الـ 40% كما يعتبر من أهم أهداف إستراتيجية المؤسسة، إذ تم إنجاز 70% من المشروع الذي يعمل فيه حاليا 3150 عاملا، وسيزداد تدريجيا إلى 9000 عامل لإكمال المشروع حسب الجدول الزمني.

وسترفع المؤسسة إنتاج المياه تدريجيا، وسيكون بعد 9 أشهر من المرحلة الأولى كامل الطاقة التصديرية للمياه المحلاة بإجمالي 550 ألف متر3، وسينتهي المشروع في عام 2020 بكامل طاقة المياه المنتجة والطاقة الكهربائية المصدرة البالغة 2500 ميجا وات، وسيخدم المشروع منطقة المدينة المنورة بكامل محافظاتها وقراها وعدد من المدن والمحافظات الأخرى.

456 مليون ريال لإنشاء الشعيبة

• لماذا أنشأت المؤسسة التحلية أكبر وحدة تحلية مياه بالعالم بتقنية التقطير متعدد التأثير؟

•• وقع وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي خلال الموسم الماضي، عقد إنشاء وحدة تحلية المياه بمحطة الشعيبة بتقنية التقطير متعدد التأثير «MED» بطاقة إنتاجية 91.200 متر3 يوميا من المياه المحلاة، بتكلفة مالية تبلغ 465 مليون ريال، ومدة تنفيذ المشروع ستستغرق 20 شهراً.

وهي تعدّ أكبر وحدة تحلية مياه بهذه التقنية وأعلى كفاءة بالعالم سيتم إنشاؤها بمحطة تحلية الشعيبة بتقنية التقطير متعدد التأثير، ووفق أحدث المواصفات الفنية من أجل زيادة الإنتاج للمياه المحلاة من محطات الشعيبة لتغذية مكة المكرمة والمشاعر المقدّسة بالمياه المحلاة. والمشروع سينفذ بمشاركة جهات عالمية، وكذلك مشاركة جامعة الملك عبدالعزيز في الجوانب الفنية للمشروع.

250 ألف م3 لتغذية مكة

•ماذا عن التوسعة الثانية لمحطة الشعيبة الثالثة؟

•• وقع عقد ترسية التوسعة الثانية لمحطة (تحلية الشعيبة3) مع شركة الشعيبة للمياه والكهرباء؛ لزيادة كميات المياه المحلاة بمقدار250 ألف متر3 يومياً لتغذية مكّة المكرمة، ومن المقرر أن تدخل التوسعة في الخدمة خلال الربع الثاني من عام 2019، بتكلفة تعاقدية تقل عن التكلفة الحالية من نفس الشركة في مشاريع أخرى، على أن يعمل المشروع بتقنية التناضح العكسي، وستكون مدة تنفيذه عامين من توقيع الاتفاقية، وفق مدة الاتفاقية 25 عاما بأسلوب البناء والتملك والتشغيل «BBO»، وتبدأ من تاريخ التشغيل التجاري للمشروع. وستمنح المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة للشركة المنفذة الموقع وتتولى شراء كمية الإنتاج بسعر منافس، كما أن كمية الإنتاج الإضافية المقدّرة بـ250 ألف متر3 من المياه المحلاة ستخصص لمنطقة مكة المكرمة؛ لتلبية احتياج المشاعر المقدّسة من المياه المحلاة، وكمية الإنتاج الذي تنتجه محطات تحلية الشعيبة من التحلية والقطاع الخاص سيصل إلى 1.865 مليون متر3 من المياه المحلاة يوميا تغذي كلا من مكة المكرمة، وجدة، والطائف، والباحة.