21616104_489507904740347_5757171611683429932_n
21616104_489507904740347_5757171611683429932_n
-A +A
زياد عيتاني (بيروت)ziadgazi@
قد تخفي تقارير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الكثير من الحقائق والوقائع عن القضايا ومناطق النزاع في العالم، لا بل قد تقلب هذه التقارير الوقائع رأساً على عقب، فيصبح الأسود أبيض والأبيض أسود، لكن حقيقة واحدة لا يمكن لأي تقرير أمميا كان أو إقليميا، رسميا أو خاصا، وهي أن المرحلة التي شغل فيها غوتيريس منصب مفوض الأمم المتحدة الثاني لشؤون اللاجئين، هي الفترة السوداء بتاريخ الكرة الأرضية عن اللاجئين ومآسيهم.

من عام 2005 حتى عام 2015 هي الفترة الزمنية التي تولى فيها غوتيريس منصبه في مفوضية اللاجئين، عشر سنوات كانت كفيلة أن تسجل في التاريخ أكبر حركة نزوح ولجوء يشهدها العالم من سورية حيث المأساة الكبرى وملايين اللاجئين الذين طرقوا أبواب أوروبا والأمريكتين على شكل موجات بشرية هي أشبه بالطوفان أو كما يحلو البعض أن يسميه «تسونامي اللجوء». وكذلك العراق بداية من الأنبار، فبغداد وصولا إلى الموصل وما قبلها الأقليات المدهوسة بمؤامرات الإرهاب ومن يموله، فأفغانستان حيث يعجز اللسان عن الكلام وانتهاء ببورما وأقلية الروهينغا وما حصل لها من قتل وتعذيب وتهجير في أسوأ صور اللجوء يمكن للإنسانية أن ترصدها. تلك هي إنجازات العزيز غوتيريس، ملايين اللاجئين وملايين خيم النزوح وملايين الحصص الغذائية التي لا تصل إلى النازحين لأن مفوضيته السامية غير قادرة على نجدة المظلومين.


من بوابة اللاجئين والفشل الذريع فيها، كان الوصول إلى سدة الأمانة العامة للأمم المتحدة وهنا لا بدّ أن لا نغفل أن الطبع يغلب التطبع، فالفشل في إدارة ملفات اللاجئين والنازحين لا يمكن أن يؤسس لنجاح في المؤسسة الأم، فالنجاح عدوى كما الفشل إن تلبس حالة أو إنساناً سار معه حتى النهاية. تقاريرغوتيريس يبدو أنها لا تصنع في خيمة نزوح ولا تكتب عن مآسي الشعوب، بل يبدو أن من يصيغها ليس من ينتصر للضحية بل يصيغها الجلاد نفسه.