-A +A
سعيد السريحي
يبدو أن أحياء الزمرد والياقوت واللؤلؤ الواقعة في أبحر الشمالية لها من اسمها نصيب، فعطفت عليها أمانة محافظة جدة وأعلنت أنها بصدد تنفيذ مشاريع تهدف إلى تخفيض منسوب مستوى المياه الجوفية في هذه الأحياء، وهي الكارثة التي تعاني منها كثير من أحياء جدة، وتتهدد أساسات المباني بالتآكل، وشوارع الأحياء بالمستنقعات، وسكانها بالأوبئة.

وإذا كان من حق سكان هذه الأحياء الثلاثة أن تنفذ الأمانة هذه المشاريع فإن من حق بقية الأحياء أن تعتني بهم الأمانة كذلك وتضع حدا لمعاناتهم من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، غير أن حي طيبة، أو الحي المعروف باسم الرحيلي، الواقع إلى الشرق من الأحياء الثلاثة المذكورة أكثر استحقاقا لهذه المشاريع، وليس ذلك لأنه أقدم منها جميعا وإنما لأن الأمانة كانت قد بدأت قبل أكثر من ست سنوات مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية في الحي. واستبشر سكان الحي خيرا حين رأوا الأمانة ومقاولها يقومون بعمل حفر عميقة جدا شملت الشوارع الرئيسية في الحي، غير أن ذلك المشروع لم يلبث أن تعثر، وأصبحت تلك الحفر تشكل خطرا على الناس، بل وذهب ضحيتها أحد شباب الحي حين هوت سيارته في واحدة من تلك الحفر.


بعد سنوات من تعثر المشروع تفاجأ سكان حي طيبة بالأمانة وهي تقوم بدفن تلك الحفر إعلانا عن إلغاء المشروع أو تأجيله إلى أجل غير مسمى، تاركة في قلوب الناس حسرة، وفي جوف الأرض مياه الصرف الصحي تنخر في الأساسات وتطفو في الشوارع والساحات.

من حق سكان حي طيبة المعروف بحي الرحيلي أن يهتفوا بأعلى صوت وهم يقرأون مشاريع الأمانة التي شملت أحياء بالقرب من حيهم: هل نسيتِ حي طيبة يا أمانة جدة؟