الزميل آل هتيلة مكرما الأمير نايف بن ثنيان آل سعود.
الزميل آل هتيلة مكرما الأمير نايف بن ثنيان آل سعود.




صحافيون في صورة جماعية مع المتحدثين. (عكاظ)
صحافيون في صورة جماعية مع المتحدثين. (عكاظ)
-A +A
محمد سعود (الرياض) mohamdsaud@
شدد أكاديميون وباحثون وإعلاميون على أهمية دور الإعلام في تقديم الدعم والمؤازرة لنصرة قضايا الوطن ضد أعدائه والمتربصين به، ويجب أن يكون متكاملاً بين كافة مؤسساته، مشيدين في الوقت نفسه بما قام به الإعلام السعودي وما يزال يقوم به خلال الأزمة الحالية مع قطر.

جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها ملتقى «صحافيون» مساء (الأربعاء) الماضي بعنوان: «دور الصحافة في نصرة قضايا الوطن»، التي أقيمت على مسرح جامعة دار العلوم بالرياض، وشارك فيها عميد كلية الآداب بجامعة الملك سعود، الأمير الدكتور نايف بن ثنيان آل سعود، والأكاديمي والباحث السعودي الدكتور فهد العسكر، وعضو مجلس الشورى الدكتور محمد الحيزان، وأدارها رئيس قسم الصحافة في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور ناصر البراق.


وقال الأمير الدكتور نايف بن ثنيان في بداية الندوة: «الإعلام السعودي يلتزم بالمصداقية وبالحق ولا يحيد عنها، وخلال مسيرته تعرض الوطن لهجوم، لكن المملكة بإعلامها استطاعت بأقلامهم الصادقة التي تنتمي للوطن بصدق أن تدافع عن وطنهم العزيز، وأن تبين مقدار الحقد الذي تكتنفه بعض القلوب والأقلام المأجورة في الخارج».

وأضاف: «المملكة تعرضت لأزمات عدة، وحوربت من الخارج، ونحن الآن أمام أزمة للأسف أنها من جار عزيز من ضمن مجلس التعاون وهي قطر، التي استمر موقفها السلبي تجاه المملكة لسنوات، وأسست إعلاما مأجورا وقناة تطلق عليها الجزيرة، لبث السموم والأحقاد ما أعاقت التنمية في دول الخليج وبعض الدول العربية»، لافتاً إلى أن دولة قطر من خلال إعلامها كسبت عداء كل دول العالم، خصوصاً البلدان العربية.

وأكد أن الإعلام السعودي يتمثل في أبناء وطنه، الذين استطاعوا مجابهة الأحقاد الدفينة التي تتكلم بمقابل مالي، والمؤسسات الصحفية السعودية هبت ودافعت عن وطنها بقلب وفكر وبقلم صارم، وحينما يتهجم أحد على وطننا يقف الجميع وقفة رجل واحد، ولا يذخرون جهداً أمام أي عداء.

من جهته، قال الدكتور محمد الحيزان: «وطننا في المملكة بالصدارة عالمياً، وهو أحد أعضاء g20 وفي قلب الأمة الإسلامية ومهبط الوحي وقلب العروبة، وهذه العناصر تجعلنا نعرف مكانة المملكة العربية السعودية، ونجد في بلادنا من القيم والمقومات التي تجعلنا نتباهى بهذا الوطن العظيم، وجميع الإعلاميين في كل دول العالم يجعلون الوطن أولاً، من دون أن تنكسر القيم الإعلامية، ما يجعلنا نبحث في تقديم بلادنا كما ينبغي، ودائما نحن مقصرون تجاه الوطن».

وأضاف: «بعد ظهور الإعلام الجديد وحدوث شبه انحسار في الإعلام التقليدي حزنت شخصياً على أن بعض الإعلاميين من الكتّاب خسرناهم لاعتقادهم أن فرصتهم في الإعلام انتهت، وأدعو الزملاء في الإعلام التقليدي ألا يضيعوا الفرصة وتطوير قدراتهم من أجل خدمة إعلامنا وخدمة الوطن بشكل فعال، وبعض الكتاب كان من المفترض تحويل موادهم إلى فلمية، ويجب أن لا نكون أصحاب ردة فعل بل مبادرين»، لافتاً إلى أن معظم المصائب في بلدان عدة تقف وراءها قناة الجزيرة.

بدوره، أوضح الدكتور فهد العسكر أن أية ممارسة لا يمكن تأتي صدفة، بل مرتبطة بإطارها الفكري، الذي يعتبر جزءا من فلسفة الإعلام، الذي يوجه الممارسات، مشيراً إلى أن الدول الأخرى لا يمكن الجزم بأن كل الممارسات فيها وطنية، وهناك خطوط حمراء، وحينما يصل الأمر بالأمن القومي يجب أن تكون كل الممارسات وطنية.

وأضاف: «في المملكة يجب أن تكون كل الممارسات وطنية، لأنه نظام ملكي يقوم على رؤية معينة، وكل الممارسات فيه تستهدف المصلحة الوطنية، بينما في الأنظمة الأخرى التي تسمح بالتعددية السياسية فيه مجال فيما دون المصلحة الوطنية، وهناك إشكال في مصطلح الإعلام الوطني في كل الدول، وكل الأنظمة الإعلامية لم يتوافر مصطلح الإعلام الوطني».

وعن استخدام «تويتر» في الأزمة القطرية الحالية، قال العسكر: «أعتقد أن هذا التطور طبيعي، لأنها مرحلة الإعلام الجديد، الذي يتنامى بتطبيقاته المختلفة، وصولا إلى «تويتر»، وصعود الممارسات المستخدمة عبر هذا التطبيق يعكس أن التطبيقات المهنية لا تختلف من زمن إلى آخر وما يختلف هي التقنية، لكن ما حصل في أزمة الكويت عام 1990 كانت الصحافة هي الأساس وسيدة الموقف، وصحيفة «عكاظ» نشرت وثائق أكدت بأنها مذكرات لما دار بين الرئيس العراقي وملك الأردن ورئيس اليمن ولأول مرة في تاريخ الصحافة السعودية تعيد الجريدة نشر ما نشرته بالأمس ونفد العدد من الأسواق في وقت قياسي».

وشهدت الندوة مداخلات من قبل عدد من الأكاديميين في جامعتي الملك سعود والإمام محمد بن سعود، وكتّاب في صحف سعودية وعربية، وصحفيين وطلاب جامعات، لمناقشة ما دار فيها، إلا أن الجميع اتفق على حب الوطن والتغني بإنجازاته، وتحية رجال أمنه في الداخل وعلى الحد الجنوبي، الذين يبذلون جهوداً كبيرة في حماية بلادهم.