د. محمد علي الحربي
د. محمد علي الحربي
-A +A
حاوره: سعيد آل منصور SaeedAlmansor@
كشف الشاعر الدكتور محمد علي الحربي لـ«عكاظ» تفاصيل مبادرة «شعب يكتب قصيدة ملك»، لافتا إلى أن الفكرة بدأت مع ثلاثة من أصدقائه، وقال «فكرنا في أن نخرج بها عن الإطار المحلي، وقررنا أن نتوجه لموسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية للمنافسة بها لتسجيل أرقام قياسية ونخلدها في السجل العالمي».

وأوضح الحربي أنه تم عرض المبادرة على مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ولم تمضِ ثلاثة أيام حتى جاءت موافقة سموه، مبينا أن الأمير خالد الفيصل هو من رشح الأمير بدر بن عبدالمحسن لكتابة البيت الأول للقصيدة.


الحربي استحضر العديد من قضايا الساحة الشعبية، مبينا الأسباب التي دفعته للعودة إلى الشعر بعد غياب استمر أكثر من 15 عاما. ووجه الحربي 6 رسائل لعدد من نجوم الساحة منها رسالة مؤثرة للراحل طلال العبدالعزيز الرشيد. وإلى نص الحوار:

• كيف نشأت فكرة مبادرة «شعب يكتب قصيدة ملك»؟

•• كنت مع مجموعة من الأصدقاء (المهندس غازي العتيبي ومحمد الدعجاني وخالد اليحيوي) نتجاذب أطراف الحديث ذات مساء حول رؤية المملكة 2030 وحول التغييرات التي أحدثها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) في المجتمع وفي بناء دولة حديثة يليق بها أن نسميها الدولة السعودية الرابعة، وكنا ليلتها نتحدث عن تلاحم القيادة والشعب ومحبة الناس للملك سلمان، ففكرنا في توثيق هذه المحبة الجارفة التي يكنها الشعب لمليكه.. وبدأنا عصفا ذهنيا لمقترحات وأفكار كثيرة، كنا نبحث عن شيء مبتكر وخلاق وغير مسبوق، ليستقر بنا الأمر في نهاية المطاف على أن أجمل تعبير عن هذه المحبة هو أن يعبر عنها الشعب نفسه تجاه الملك، وخرجنا بفكرة كتابة قصيدة يسهم فيها الشعب كاملا، وأن يكتب البيت الأول شاعر رمز يجسد فيه مآثر خادم الحرمين الشريفين وسماته الشخصية ومواقفه العربية والإسلامية والدولية ومواقفه الإنسانية والمخزون الثقافي والتاريخي والمعرفي الذي اشتهر به (يحفظه الله)، ومن ثم فكرنا في أن نخرج بها عن الإطار المحلي وقررنا أن نتوجه لموسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية للمنافسة بها لتسجيل أرقام قياسية ونخلدها في السجل العالمي، ثم فكرنا بعدها في عرضها على شخصية مبدعة تثمن الأفكار الخلاقة فاستقر رأي الجميع على مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وبالفعل صممنا المبادرة في شكلها النهائي وتوجهت بها لسموه، ولم تمضِ ثلاثة أيام حتى اتصل بي الأخ مهدي يونس من إمارة المنطقة ليزف لي بشرى موافقة سموه على المبادرة، وتم إطلاقها ولله الحمد.

• كيف تلقى الأمير بدر بن عبدالمحسن الدعوة لإطلاق هذه المبادرة؟

•• بداية اسمح لي أن أعلنها لأول مرة وعبر «عكاظ» الحبيبة، في آخر لقاء جمعني بالأمير خالد الفيصل بخصوص المبادرة قال لي: «أنا أرشح الأمير بدر بن عبدالمحسن لكتابة البيت الأول وسيرحب بالفكرة.. كلمه ولن يمانع»، وبالفعل عندما طلبنا من الأمير بدر كتابة البيت الأول وأبلغناه بترشيح الأمير خالد له لم يتردد لحظة وأعطانا البيت الأول بعد أقل من ساعة وبعدها بدقائق طلب سموه أن تكون بيتين وكان له ما أراد، وتم الإعلان عنها في حفل كبير في فندق الهيلتون بجدة وتم تدشين الموقع الإلكتروني الخاص بمشاركة أفراد الشعب (رجالا ونساء) لتسجيل القصيدة التاريخية التي سيثبت السعوديون أنهم على قدر التحدي، حيث شعار المبادرة: «ملكنا يستاهل.. واحنا قد التحدي».

• هل ستكون هناك مشاركات خليجية وعربية؟

•• مبادرة «شعب يكتب قصيدة ملك».. واضح منه أنها خاصة بالشعب السعودي تجاه مليكه مع كامل الاحترام والتقدير للأشقاء الخليجيين والعرب الذين نرى تعبيراتهم الصادقة والمحبة لخادم الحرمين الشريفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولو فتحنا المجال لهم للمشاركة لسطروا ملحمة حب لا تضاهى، ولعلنا في المستقبل القريب نخرج بفكرة إقليمية وعربية مبتكرة نسجل من خلالها حدثا للتاريخ.

• هل اختار الدكتور محمد علي الحربي العودة للشعر من خلال المبادرة بعد غياب أكثر من ١٥ عاما عن المشهد الشعري؟

•• الشعر.. الشعر.. الشعر.. الغائب الذي لا يغيب.. يزورني بين الحين والآخر، أو كما قال الصديق الغالي الدكتور نايف الجهني: «سريعاً كمن لا يمر» في بيت أحيانا، في شطر أحيانا، ونادرا في قصيدة.. أخذتني مشاغل الحياة عنه.. الأسرة والبيت والدراسة و«عكاظ» وما أدراك ما «عكاظ» سرقني العمل فيها 15 عاما من الشعر وعندما غادرتها قبل عامين يبدو أنني شخت على الشعر وبادلني الجفاء.. ولكنّ هناك تحريضا وإلهاما يجتره من جذوره هذه الأيام ليخرجه من سباته يتمثل في زوجتي وحبيبتي وملهمتي (نوف) وكلي أمل ألا يخذلني بقصيدة لا تفيها حقها ولا قدرها في روحي وقلبي وعقلي، وأتمنى أن تكون أجواء الشعر التي تسيطر عليّ هذه الأيام بالعمل في هذه المبادرة والاحتكاك بالشعراء حافزا يثير غيرة الشاعر الغافي فيصحو ولو حلما عابرا.

• ماذا تبقى في ذاكرة الدكتور محمد علي الحربي من مرحلتي الثمانينات والتسعينات؟

•• تبقى الكثير من الحزن على راحلين، تخنقني العبرة كلما تذكرتهم على رأسهم الحبيب الغالي الفقيد طلال العبدالعزيز الرشيد، والأخ الحبيب مساعد الرشيدي والأخ الغالي عاقل الزيد، والصديق الغالي متعب العنزي، وآخرون رحلوا وتركوا لنا حزن رحيلهم، وتبقى الكثير من المواقف والأشخاص الذين تزور البسمة شفتي عندما يمرون على طريق الذاكرة.

وتبقى كثير من الآسى على كل الجمال والألق الذي ساد به الشعر عقدين من الزمن ثم انطفأ في الألفية الجديدة تأتمت كل شيء وهيمنت التقنية على المشهد ومسح الكيبورد رائحة الحبر والورق.

• كيف تنظر الساحة الشعبية في عصر السوشيل ميديا؟

•• تلك أمة سادت ثم بادت.. لم يعد هناك ساحة بالمعنى الحقيقي لمفهوم ساحة أو بشكلها القديم في ذروة نجوميتها.. بقيت «ملامح صبح» في البلاد التي ينشر عبقها الخلوق هليل المزيني، و«تفاصيل» في «عكاظ»، تشبهان ملامح الساحة آنذاك، ولكن الوهج خفت إذا ما قارنته بـ (فواصل - المختلف - الغدير - قطوف - بروز) وبصفحات (الديوانية - سوالف ليل،..... إلخ)، الزخم يختلف وحضور الشعراء يختلف، الآن أصبح حساب الشاعر على تويتر هو مجلته وجريدته.

• ماذا تقول لهؤلاء:

• طلال العبدالعزيز الرشيد؟

•• وحشتني يا أبا نواف، طال الغياب يا رفيق العمر.. ولعل اللقاء يكون قريبا فنتسامر كما كنا.. شفت صورة لنواف يشبهك كثيرا يا طلال.. وطلال ابني الذي أسميته بنفسك اقترب من أن يصبح دكتورا وهو يشبهني كثيرا، وأنت كما أنت لم يشوهك الغياب.

• فهد عافت؟

•• ما زلت أقرؤك كبيرا يا فهد حتى وأنت صامت عن الشعر.

•عبدالرحمن الحمدان؟

•• ما أجمل نبلك يا أبا محمد.. والله لو عرف كل الغائبين عنك كيف تستقبلهم إذا عادوا لما بقي منهم في الغياب أحد.

• محمد الرطيان؟

•• مشاغباتك تزداد وسامة كلما تقدم بها العمر أيها الشمالي الذي لا يشيخ.

• طلال حمزة؟

•• أنت أقوى مما تظن.. وحتى مما أظن يا أبا عبدالكريم.. أنت دائما مختلف وهذا أجمل ما فيك.. ابقَ مغرداً خارج السرب سيلحقون بهديلك يوماً ما.

• عبدالله ناصر العتيبي؟

•• يوما ما سنكتب على الأفق كل ما اتفقنا عليه يا رفيق

العمر.

• د. نايف الجهني؟

•• ستظل الدفء الذي يلحفنا كلما أثلج الشمال يا أبا مشعل.. يا رفيق العمر والشعر والعزوبية التي لن تنساها صباحات الجامعة.