-A +A
عبده خال
هل النظام القطري قادر على إبادة شعبه؟

هو سؤال استنكاري خرج من ردهات مواقع التواصل الاجتماعي، وقبل المضي في كتابة المقالة لا بد من التأسيس لفكرة هل النظام حر في ما يفعله بشعبه، أم أن هناك كوابح مانعة لأي نظام تعمل في داخل البلد لإيقاف أي تصرف أرعن..


ومن عدم التدخل في سياسة أي دولة مبدأ سياسي رصين ولا يتم اختراق هذا المبدأ إلا في حالات قاهرة، تجبر الدول أو هيئة الأمم التدخل القسري حينما يهدد النظام شعبه بالإبادة.. وقد مررنا بهذا السلوك السياسي المنتحر، ولهذا السبب فتح النظام العراقي (الصدامي) والسوري أبواب جهنم على الجهة الشرقية من العالم العربي، حينما تمت إبادة فئات أو مجموعات في النظامين السابقين...

وقام النظامان بهذه الإبادة بسبب المعارضة السياسية، ولم يكن لدى النظامين حلم القادرين أو تريث الحلماء فأحدثا مجازر في حلبجة وفي حماة..

وقد اختار العالم نظام المعارضة السلمية، التي يجب على النظام احترامها وتقديم المعونة لإبقائها كجناح مقابل لإبقاء توازن النظام، وحين تظهر معارضة سياسية في أي بلد يكون الحوار والتفاوض السبيلين المثاليين لمرور أي تخثر في قنوات النظام أو المعارضة..

ومع التخبطات للنظام القطري ولدت معارضة جارفة (سواء كانت ساكنة أو متحركة) تمثلت في التحرك كجماعات، بغض النظر تحت أي لواء اجتمعت (قبلي أو مذهبي أو سياسي)، وهذا التجمع فاض بما لا يقبل به النظام، وكتوطئة لمجابهته بدأت العجلة الإعلامية القطرية في التهوين من شأنه، ومع احتمالية تصعيد التجمعات المعارضة وجدنا أن الدكتور محمد المسفر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، يتحدث عن انتهاء زمن القبيلة وحشدها ضد كيان الدولة ونظامها، وهذه حقيقة لا مجادلة فيها (وبغض النظر عما قاله الدكتور المسفر إن حديثه التلفزيوني تم اجتزاؤه) فإن أي معارضة لا يمكن تهديدها بقوة النظام بما يملك من معدات حربية قادرة على نسف أي معارضة، لأن في ذلك عملا عدوانيا يعتبر فعل النظام فعل إبادة.

وإذا ارتأى الدكتور مسفر أن أدوات النظام قادرة على نسف آلاف من البشر من غير إحداث تدخل عالمي، فهو تفكير يجافي الحقيقة فإماتة مائة مواطن مقارنة بنسبة السكان (تعداد سكان قطر 300 ألف) يعد إبادة... وإذا كان النظام يرفع التهديد بالسلاح ضد معارضيه فهو نظام منتحر بلا شك...