-A +A
«عكاظ» (الرياض) okaz_online@
أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، تجاوز المعوقات والنظرة التي تتوجس من الآثار والتراث الوطني بشكل عام أو تختزله في البقاء في الماضي وتصويره على أنه معيق للتقدم، لتصل به للمكانة الصحيحة التي ترى فيه أساسا للنمو والتحضر الذي عرفت به هذه البقعة الجغرافية المهمة في العالم.

وأوضح أن «الملتقى الأول لآثار السعودية» الذي تنظمه الهيئة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الفترة من 7ــ 9 نوفمبر القادم، هو إعلان من المملكة بأن الآثار الوطنية تمثل عنصرا رئيسيا في اهتمام الدولة واعتزازها بتاريخها وحضاراتها، ومكونا أساسيا في هوية المواطنين، ومنطلقا صلبا للمستقبل.

وقال في تصريحات صحفية أمس الأول (الإثنين) بعد ترؤسه اجتماع اللجنة التنظيمية للملتقى الأول لآثار المملكة، في مبنى قطاع التراث الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض: «إن الملتقى اكتسب أهمية استثنائية برعاية خادم الحرمين الشريفين، الداعم الأول للتراث الوطني، الذي تعلمنا منه احترامه للقيم وتقديره التراث، واستدعاء الدروس من الماضي للانطلاق بتوازن للمستقبل»، مؤكدا أن الهيئة تعمل بتوجيهاته الكريمة على رفع الوعي بالإرث الحضاري والتاريخي للمملكة، وربط المواطنين بتاريخ وطنهم الذي كان منطلقا لعدد من الحضارات الإنسانية المتعاقبة التي توجها الإسلام العظيم، وتعريفهم بهذا الغنى الحضاري وتعزيز روح الانتماء، وهو ما تمثله أهداف الملتقى.

وأشار إلى أن الملتقى يقام في وقت يشهد فيه المجتمع تحولا فكريا نحو الاهتمام بالآثار والاعتزاز بها وبقيمتها الحضارية والوطنية والثقافية، وهو ما يمثل نقلة نوعية كبرى حققتها الهيئة بدعم خادم الحرمين الشريفين، وشراكة ومساندة القطاعات الحكومية والجمعيات والمؤسسات المتخصصة.

وبين الأمير سلطان بن سلمان حرص الهيئة على أن تستلهم جوانب تميز هذا الوطن العظيم وحضاراته وقيم مواطنيه في كل المؤتمرات والملتقيات والفعاليات التي تنظمها، مبينا أن الملتقى الذي ستقام فعالياته الرئيسية في مدينة الرياض سيشهد فعاليات وبرامج للاحتفاء بالآثار والمواقع الأثرية والتعريف بها في مختلف مناطق المملكة، كما سيشهد إطلاق عدد من المبادرات والمشاريع المتعلقة بالآثار، التي سيتم الإعلان عنها في المؤتمر الصحفي الذي سيسبق الملتقى، مشيرا إلى مشاركة نخبة من أبرز علماء الآثار في العالم في الملتقى، إضافة إلى مسؤولي أبرز المراكز العلمية والهيئات والجهات المتخصصة محليا ودوليا بالآثار.

ولفت إلى أن من أهم فعاليات الملتقى ومعارضه المصاحبة معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية ــ روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» الذي زار عددا من أشهر المتاحف العالمية، واختتم نهاية أغسطس الماضي فعالياته في المتحف الوطني بالعاصمة الكورية الجنوبية (سيؤول) محطته الثانية آسيويا بعد بكين، والمحطة الـ11 للمعرض عالميا بعد إقامته في أربع دول أوروبية، وخمس مدن في الولايات المتحدة الأمريكية، وحان الوقت ليطلع المواطنون على القطع القيمة والنادرة في هذا المعرض الشهير عالميا في محطته المحلية الثانية بالمتحف الوطني بالرياض، بعد أن تفضل خادم الحرمين الشريفين بافتتاح المعرض في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران التابع لشركة أرامكو في 1 ديسمبر 2016.

علماء دوليون في الملتقى

يعد الملتقى الأول لآثار السعودية الذي يقام في الرياض، الأول من نوعه، وأحد أكبر الملتقيات المتخصصة في هذا المجال على مستوى العالم، وتنظمه الهيئة تحت مظلة (برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة)، بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، ووزارات «الشؤون البلدية والقروية، الثقافة والإعلام، والتعليم»، وعدد من مؤسسات الدولة ذوات العلاقة.

وسيشهد عددا من الجلسات العلمية وحلقات النقاش بمشاركة علماء آثار ومتخصصين من المملكة وعدد كبير من دول العالم، كما سيشهد توثيقا لإسهامات جيل الرواد من أفراد ومؤسسات وحلقات نقاش مع أهم المتخصصين السعوديين في هذا المجال، وستصاحب الملتقى إقامة عدد من المعارض المتخصصة التي تمتد لـ50 يوما، إضافة إلى إطلاق مبادرات ومشاريع متزامنة في مجال الآثار.

ويهدف الملتقى إلى التعريف بالجهود التي بذلت على مستوى قيادة البلاد والمؤسسات الحكومية والأفراد للعناية بآثار المملكة عبر التاريخ ورفع الوعي وتعزيز الشعور الوطني لدى المواطنين وتثقيف النشء بماهية الآثار وما تحويه بلادنا من إرث حضاري، والتعريف بمكانة المملكة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.