-A +A
كعادة مؤسسات أجنبية عدة، لم يصدق باحثو معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ما دأب الإعلام السعودي، وخصوصاً «عكاظ»، على التمسك به، من أن غالبية الشعب السعودي تقف بصلابة وراء الجهود التي تقودها الدولة لإخراج المجتمع من دوامة «إدمان» دخل النفط، كمصدر وحيد للميزانية العامة للبلاد. لكنهم صدّقوا أخيراً، بعدما نجحت إحدى الشركات في استطلاع رأي شريحة عريضة من السعوديين، من دون رقابة حكومية. وكانت النتيجة انعكاساً صادقاً لتنوع المجتمع السعودي الذي تلتقي أطيافه كافة عند الثوابت الأساسية التي لا خلاف عليها، وأبرزها تحكيم شرع الله، وسنة رسوله الكريم، والحرص على الوحدة الوطنية، وضمان ديمومة الأمن الذي تعيشه المملكة، وبفضله يتحقق النماء، والرفاه، والازدهار. وكان ملفتاً أن الاستطلاع المذكور كشف إجماع السعوديين على الوقوف ضد مساعي إيران لمد نفوذها الإقليمي، وزعزعة استقرار الدول من خلال التدخل في شؤونها. وهي لفتة تعكس إجماعاً سعودياً حقيقياً خلف هذا الجانب من جوانب السياسة الخارجية السعودية، والسياسة الخارجية للدول المتحالفة مع المملكة في المنطقة والعالم. ومغزى الوقفة الجمعية السعودية الصلبة وراء توجهات قيادة المملكة أنها تؤكد اصطفاف المجتمع السعودي وراء الخطط الطموحة لبناء اقتصاد لا يتأثر بتقلبات النفط، ووراء تحالفات المملكة وصداقاتها الخارجية لصد المطامع الإيرانية التي تستهدف بلاد الحرمين الشريفين، وضرب الدور العربي والإسلامي الرائد للسعودية.. وهي بلا شك «ضربة معلِّم» من الشعب السعودي لأعدائه الساعين إلى شق صفّه، وتدمير مستقبل أجياله.