-A +A
عبدالرحمن الختارش (جازان-الحد الجنوبي) okaz9@
على امتداد جنوب وطننا الغالي، تتوالى انتصارات أبطالنا المرابطين بكل ثبات، وهم يذودون عن تراب هذا الوطن بكل بسالة وشجاعة، ويلقنون المعتدي من دروس الوفاء والشجاعة والوطنية والإخلاص مع كل يوم يمضي، فمنذ بدأت «عاصفة الحزم» وجنودنا البواسل يحرسون حدود الوطن بكل صدق وأمانة، مقدمين أرواحهم في سبيل الله، متمنين الشهادة على ألا يمس الأعداء شبرا واحدا من أرض المملكة.

ومع مرور الوقت استطاع الجندي السعودي أن يثبت مدى براعته في أرض المعركة وشجاعته وحبه وإخلاصه للدين والوطن، واستطاع أن يثبت أيضا إنسانيته في التعامل مع المعتدي بكل الطرق والوسائل التي تؤكد صدق أهداف «عاصفة الحزم»، و«إعادة الأمل» للشعب اليمني الشقيق، الذي تغتاله أيدي الغدر والمؤامرة ممن كانوا أشقاء لهم، إلا أنه غرر بهم فأصبحوا أعداء للأرض والدم، وعاثوا في اليمن فسادا، سفكوا الدماء ونهبوا الخيرات وهدموا المنازل وبثوا الرعب في قلوب الآمنين، ورغم القمع والتهديد الذي يتعرض له عدد كبير من أبناء الشعب اليمني، إلا أنهم يبقون على حلم أصبح تحقيقه قريبا، أن ترد لهم «عاصفة الحزم»، الأمل في الحياة من جديد، وتخلصهم من عذاب المنشقين ممن انقلبوا على وطنهم ودينهم وقبلوا على أنفسهم الخزي والعار.


بدأنا بالسير متجهين صوب الشريط الفاصل بين حق الدفاع عن الأرض والعقيدة ومقدرات الوطن.. وباطل شرذمة من الحوثيين وأنصار المخلوع صالح، سفكوا الدماء واستباحوا ممتلكات الناس وهددوا سلامة الآمنين بالخطر، بعد أن قصفوا الشرعية في ليل حالك السواد، وانطلقنا متجهين نحو الشريط الحدودي، وكان السؤال يدور عن الروح المعنوية لجنودنا المرابطين على الحدود، خصوصا بعد مضي أشهر وهم يخوضون المعارك واحدة تلو الأخرى، وهل سيكون الاختلاف واردا في روحهم المعنوية، والإعياء ظاهرا على ملامحهم، أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات لها.

بعد وصولنا إلى نقطة الالتقاء المتفق عليها، انطلقنا برفقة عدد من أبطال القوات المسلحة إلى أحد المواقع الحدودية بالقرب من خط النار، ومع السير بدت إجابات تلك الأسئلة واضحة على ملامح من كنا برفقتهم من رجال القوات المسلحة، فكلما دققنا في تلك الوجوه لا نشاهد سوى الثقة ونشوة النصر والتفاؤل، حينها أدركت أن الانتصارات والدفاع عن الحق والأرض لن تتوقف، بل تزيدك فخرا وعزيمة على تحقيق الهدف المنشود.

وصلنا إلى ثكنة عسكرية على الشريط الحدودي تتمركز على خط النار، حركة دؤوبة ونشطة والكل يعمل بدقة والوقت له ثمن، أفراد من الجيش السعودي موجودون هناك يتمركزون في مواقعهم بعيون يقظة لا تنام، وآخرون يتفقدون ويتفحصون الأسلحة والآليات والذخائر، الأجهزة اللا سلكية والتواصل مع مركز العمليات ومع القادة يسيطر على المكان والحركة لا تهدأ، بعضهم شعروا بوجودنا ومع ذلك لم يشغلهم شاغل عن متابعة مهماتهم الدقيقة، وكأنهم لم يجدوا متسعا من الوقت غير تلك الثواني القليلة التي سمحت لهم بالنظر إلينا ومنحنا ابتسامة خاطفة، تشعرك بأنها رسالة مختصرة يبعثون بها إلينا وفحواها النصر، لم نر في وجوههم غير ابتسامة خاطفة تشعرك بالزهو والانتصار.

هوية حماة الوطن

إخلاص، محبة، وتعاون، كانت هي الطاغية على المشهد، ولا يريد أولئك الأبطال ما يشغلهم عن متعة الدفاع عن الوطن وحدوده ومقدراته، فمنذ وصولنا كانت تلك الدقائق البسيطة كافية لمعرفة من هم الرجال الذين يحمون وطننا من عبث المعتدين، من هم الأبطال الذين يفخرون ويعتزون كثيرا بالشهادة من أجل تراب الوطن، دقائق معدودة كانت كافية لنعرف لماذا نحن في المدن بعيدا عن خط النار، نشعر بالأمن والأمان ونعيش حياة طبيعية، بل إن هناك من لا يصدق أن جنودنا البواسل في حالة حرب مع أعداء لم يستطيعوا أن يلحقوا بنا الضرر طوال هذا الوقت، برغم محاولاتهم المستمرة والفاشلة.

يمنة ويسرة تشاهد العديد من المعدات الحربية والعربات المجهزة والجنود بمختلف الرتب، تدخلك إلى عالم آخر يملؤك بالحماسة وروح المغامرة، شعور بالثقة والقوة التي نمتلكها من أجل الدفاع عن الوطن، وإعلاء كلمة التوحيد خفاقة دائما، ودحر كل من يفكر المساس بأرضنا.

ونحن نتحدث مع عدد من المرابطين، تستوقفنا طلقات المدافع وقذائفها صوب المعتدي، فلا تسمع إلا التكبير والتهليل ولا تشاهد إلا نشوة النصر في جميع الوجوه هناك، ولم نجد في أحاديثهم سوى حب الوطن يجري في عروقهم، لا يخافون مواجهة الأعداء، ويتسابقون إلى أمرين إما النصر أو الشهادة، وجميعها منبع للفرح والسرور.

حقيقة الإعلام الكاذب

جولة «عكاظ» بحثت عن حقيقة الادعاءات والانتصارات التي يروج لها أتباع المخلوع صالح وميليشيات الحوثي، التي روج لها إعلامهم المشبوه، بانتصاراته وسيطرته على عدد من المواقع الحدودية السعودية، واحتلال بعض القرى المتاخمة للحدود، كـ«قرية الحثيرة» الواقعة شرق مركز الموسم، ولا يفصلها عن السياج الأمني سوى بضعة أمتار.

وحين سألنا عن حقيقة تلك الادعاءات وجدنا الإجابة سريعا من رجالنا المرابطين من أعينهم قبل أن تنطق بها ألسنتهم، فكانت الحقيقة التي يبحث عنها مواطن هذه الأرض، ليستطيع الرد ومن أرض الواقع على مرتزقة الإعلام الحوثي وأتباع المخلوع صالح.