-A +A
سعيد السريحي
المسافة بين عميدة شؤون الطالبات بجامعة الإمام محمد بن سعود ووكيلة جامعة الأميرة نورة للدعم الأكاديمي والخدمات الطلابية واسعة وشاسعة، ففي الوقت الذي تؤكد فيه الثانية حق الطالبات في استخدام جوالاتهن داخل الجامعة فلا يمنع إلا خلال المحاضرات، مشيرة إلى أنهن بحجم المسؤولية والشعور بالمواطنة، لا تتورع الأولى عن القيام بحملات تفتيش على جوالات الطالبات للتأكد من أنها لا تحتوي على مخالفات وأن الطالبات لا يتحدثن مع الشباب، المسافة شاسعة والفرق كبير بين جامعة تمنح طالباتها الثقة فلا تبحث عن أخطائهن وجامعة تنزع من هؤلاء الطالبات الثقة وتعتبرهن جميعا متهمات ومجرمات حتى يثبت التفتيش براءتهن.

والفرق ليس فرقا في منح الثقة فحسب، بل هو فرق في الوعي بمسؤولية الجامعة ودورها العلمي، ذلك أن على الجامعة أن تدرك أن مسؤوليتها هي تعليم الطالبات وغرس روح البحث فيهن وليس تربيتهن وكأنهن لا يزلن مراهقات وكأنما ليس لهن آباء وأمهات أكثر حرصا على بناتهم من سيادة العميدة التي قدمت الشك على الثقة ونصبت نفسها رقيبا عتيدا يمنح نفسه الحق في اقتحام خصوصيات كفلها النظام الأساسي للمواطنين جميعا، واعتبر التعدي عليها جريمة يعاقب عليها القانون.


الفرق بين تلك العميدة «الشكاكة» ووكيلة الجامعة الواثقة من الطالبات ثقتها ببناتها أن الأولى تنتمي لضرب من التفكير الذي تجاوزناه والذي ينصب من يشاء وصيا على من يشاء، بينما تنتمي الثانية لضرب آخر من التفكير يمنح الطالبات الثقة ويقدر فيهن المسؤولية وينيط بهن بناء المستقبل.

Suraihi@gmail.com