-A +A
عبدالله عمر خياط
.. حققت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – لروسيا نجاحاً موفقاً لصالح البلدين.

ولعله مما يُذكر أنه سبق لـ«عكاظ» قبل نحو عشر سنوات استضافة الشاعر الداغستاني الكبير رسول حمزتوف، وهو شاعر معروف على مستوى العالم وشعره باللغة الروسية لأنه ولد في الجمهوريات التي تقع تحت ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي، ووقعت الجريدة في «حيص بيص» لأنها عجزت عن العثور على مترجم يستطيع ترجمة كلام الشاعر إلى العربية، وأيضا بنقل أسئلة الحضور السعوديين إليه باللغة الروسية. ثم اكتشفت الجريدة أن أحد محرريها وهو السيد أحمد عبدالله الجفري يتقن اللغة الروسية، لأنه درس أكثر من أربع سنوات في أوكرانيا، وبذلك انحلت العقدة.. وألقى الشاعر رسول حمزتوف قصائد جميلة.. وأثناء الحوار قال إن حفيدته علمته كيف يصلي لأنه عاش تحت الحكم الشيوعي اللاديني.


وفي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، نكتشف أننا بالغنا في التركيز على اللغة الإنجليزية، على حين أن روسيا دولة كبرى، وفيها شعب يزيد على 144 مليون نسمة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وأصبحنا بحاجة إلى تشجيع الجيل السعودي الصاعد على إعطاء بعض الاهتمام بدراسة اللغة الروسية.

الجوانب التي تستحق التعليق حول زيارة خادم الحرمين الشريفين لروسيا كثيرة منها: أنها أول زيارة لعاهل سعودي إلى موسكو منذ قيام الدولة السعودية عام 1344هـ، ومنها أن هناك الكثير من الدوافع لتقوية العلاقات بين الدولتين، لعل أهمها أنهما أكبر دولتين منتجتين للنفط في العالم، وعندما تتقوى العلاقات بينهما فإن ذلك ينعكس على زيادة العوائد المالية للطرفين لا من النفط فحسب ولكن في جوانب تجارية واستثمارية كثيرة، بل وحتى الجوانب العسكرية.

غير أنه قد لفت نظري بشكل خاص لقاء خادم الحرمين الشريفين في مقر إقامته بموسكو رؤساء الجمهوريات الروسية ذات الأغلبية المسلمة.. وهم: رستم مينخانوف رئيس جمهورية تتارستان، ويونس بك بفكيروف رئيس جمهورية انغوشيا، ورمضان قديروف رئيس جمهورية الشيشان، وذلك مساء الجمعة الماضية واستعرض خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مع الزعماء الثلاثة أوجه العلاقات بين المملكة العربية السعودية وسبل تعزيزها وتطويرها.

إن العاصمة موسكو وحدها فيها أكثر من مليون مسلم وفي روسيا نحو 20 مليون مسلم، ولا شك أن زيارة خادم الحرمين الشريفين قد أنعشت آمالهم بالمزيد من الفرص أقلها تيسير الحج لهم وزيادة أعداد الذين يمكنهم أن يؤدوا فريضة الحج في كل عام، كما أن الزيارة بشكل عام فيها خير كثير بدلاً من الاتكاء على قطب دولي واحد.

السطر الأخير:

قال الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي رحمه الله:

وكل شخص لست تعرفه ككتاب لست قاريه.

aokhayat@yahoo.com