-A +A
عزيزة المانع
إن الشباب غد، فليهدهم لغد

وللمسالك فيه، الناصح الورع.


أحمد شوقي

الاهتمام بالشباب هو الضمان الأمثل لبناء مستقبل زاهر للأوطان، خاصة عندما يكون الشباب يشكلون النسبة الأكبر من أبناء الوطن، كما هو الحال في بلادنا. المجتمعات الذكية هي التي تراهن على شبابها، إيمانا منها أن الشباب هم الذين سيحملون راية الوطن نحو النمو والازدهار الاقتصادي والعلمي، ولذلك عدت رؤية المملكة 2030، الشباب ثروة المملكة الأولى التي يجب الاستثمار فيها، وجعلت من بين أهدافها التركيز على توفير البيئة المناسبة لدعمهم وتعزيز طاقاتهم وتمكينهم علميا وتوعويا واقتصاديا، بما يحقق أفضل استثمار تطمح إليه المملكة.

من المعادلات المعروفة أن النهوض بالشباب في الحاضر، يحصد المجتمع ثمره جنيا في الغد، وأن المجتمع الذي لا يدرك جيدا قيمة هذه المعادلة، غالبا ما يحصد مستقبلا منطفئا لا وهج له ولا ضياء.

إهمال الاهتمام بالشباب قد يكون سببا في انصرافهم إلى مسارات تضرهم وتسيء إلى بلدهم، فالشباب من صفتهم الاندفاع والطيش وجيشان العاطفة، إضافة إلى قوة الرغبة لديهم في التمرد على المألوف والتقليد لبعض الرموز التي تثير إعجابهم، ومتى لم يجدوا من يأخذ بيدهم ليسير بهم في الطريق الصحيح ويعلمهم كيف يستثمرون ما لديهم من طاقة وحماسة وعاطفة في جوانب إيجابية نافعة لهم ولوطنهم، فإنهم يكونون عرضة لتصريف كل ذلك بطريقة سلبية، سواء في شكل انحرافات أخلاقية، أو في الانسياق وراء الإرهاب، أو مجرد الركون للخمول والكسل أو غير ذلك من مسارات التصريف الضارة.

من الاهتمام بالشباب، الاقتراب منهم للإصغاء إلى أحلامهم وأفكارهم ورؤاهم، وإشراكهم في الحياة الاجتماعية، وتحميلهم المسؤولية، وإعطاؤهم فرصة في صنع القرارات التي تمس حياتهم. وقد ضربت إمارة الرياض مثالا جميلا بما قدمته من اهتمام خاص بالشباب، وذلك بتخصيصها لجانا للشباب في مختلف محافظات منطقة الرياض، تقوم بتمثيل قضايا الشباب في المنطقة وتربط بينهم وبين المسؤولين من أصحاب الصلاحية في مختلف مؤسسات المجتمع.

يوم الثلاثاء الماضي حضرت ملتقى خاصا بهذه اللجان الشبابية بمنطقة الرياض، نظمته أمانة مجلس المنطقة برعاية سمو أميرها فيصل بن بندر. وجاء الشباب من أغلب محافظات منطقة الرياض، ليشاركوا في هذا الملتقى المنعقد من أجل تفعيل لجانهم وتنظيم العمل فيها، جاءوا يمثلون بقية شباب المحافظات وكانوا سعيدين ومتفاعلين مع هذه الفرصة الرائعة التي أتيحت لهم، حيث يمكنهم التواصل عن قرب مع سمو أمير المنطقة وبقية المسؤولين، ليوصلوا إليهم ما لديهم من رغبات وتطلعات ومقترحات.

وكان أكثر ما يلفت النظر ويبعث على السرور أن كثيرا منهم عبروا عن استعدادهم للتطوع في العمل، ورغبتهم في التوسع في اللجان بحيث تغطي جميع المحافظات والمراكز في المنطقة، وهو ما يدل على نجاح هذه التجربة وشعور هؤلاء الشباب بأهميتها لهم.