-A +A
واس (الرياض)
شهدّت مشاركة ومبادرات شباب وشابات المملكة في مؤتمر الشباب الثاني للتطوع والحوار، تفاعلاً كبيراً ومتميزاً وإشادات دولية وإعجاب من المنظمين والمشاركين في المؤتمر، الذي نظمته وأدارته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم و الثقافة "اليونسكو" لثلاثة أيام في العاصمة باريس، بحضور مدير عام اليونسكو إيرينا بوكوفا، وأمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وأكثر من 100 مشارك دوليّ.

وعكست الأفكار والمبادرات التي قدمها شباب وشابات المملكة، حول مواضيع التطوع والحوار ودور الشباب في درء التطرف وتعزيز الاندماج الاجتماعي، مدى حرصهم وعزيمتهم على المشاركة في بناء المستقبل والإسهام في رقيه وتطوره، وحماية المجتمع من العنف والتشدد وتعزيز ثقافة الوسطية والاعتدال والقبول بالآخر ومفاهيم التعايش المجتمعي، وزيادة الجهود في مجالات التطوع والمسؤولية الاجتماعية.


وأوضح نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الدكتور فهد بن سلطان السلطان أن المشاركين والمشاركات في وفد المملكة واجهة مشرّفة للمملكة وشبابها في مثل هذه اللقاءات الدولية، مبيناً أن هؤلاء الشباب سيكونون النواة الأولى لمشروع تأهيل القيادات الشابة للحوار العالمي، الذي يجري الإعداد له حالياً في مشروع "سلام للتواصل الحضاري".

وقال الدكتور فهد: إن الشباب والشابات أسهموا بشكل جيد في النقاشات والحوارات بالمواضيع التي تناولتها ورش العمل ومنها اللاجئين والهجرة، والمتطوّعون الشباب روّاد الإدماج، وأهميّة التعليم القائم على التفاعل بين الثقافات، ودور وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في بناء حوار ايجابيّ، ومشاركة الشباب في مجالات التراث الثقافي والفنون، وقد وجدت تلك المداخلات الثناء والتقدير من الحضور.

وبين السلطان أن المؤتمر يمثّل نموذجاً للتعاون بين مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ومنظمة اليونسكو في إطار برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام، وهو البرنامج الذي أطلقته منظمة اليونسكو وحكومة المملكة في عام 2011م، حيث أقيم المؤتمر الأول في مدينة جدة عام 2013م، بمشاركة نحو 300 شاب وشابة، يمثلون 33 دولة، لتبادل الخبرات والتعلم مع المتخصصين والممارسين على المستويين العالمي والإقليمي في العمل التطوعي، والتحاور في كيفية العمل معاً لتحسين العمل التطوعي في العالم، الذي تُوّج بصدور "إعلان جدة للتطوع والحوار".

وأشار إلى أن المركز لديه تعاون وثيق مع منظمة "اليونسكو" من خلال مكتبها الإقليمي في بيروت الذي أسفر عن تنفيذ العديد من المشاريع والبرامج المشتركة، وخصوصاً في مجالات التدريب على الحوار والتواصل الحضاري، وإعداد وتأهيل المدربين المعتمدين، وأغلب برامج أكاديمية الحوار للتدريب معتمدة من منظمة اليونسكو، إضافة إلى إصدار العديد من الأدلة والكتب التوعوية في مجالات تعزيز السلام والتعايش المشترك، والسلم الاجتماعي، وتطوير برامج التنمية للجميع وتطور المجتمعات ونموها.