-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
«عندما يكون بيننا وبين أي دولة أخرى إشكالية نبدأ بحلها، وإذا كانت هناك مشكلة في الجانب الاقتصادي، يكون هناك تواصل معها ونتحاور، ما الذي تريده أنت؟ وما الذي نريده نحن؟ وكيف نتفاهم عليه، أو إذا كانت مشكلة سياسية مثلاً مع روسيا كيف نتفاهم في سورية؟ ما هي مصالحك وماهي مصالحي؟ كيف نتفاهم في اليمن وماهي مصالحكم؟» بمعنى نختلف وبالحوار نتفق. هكذا أحال ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان في حديثه لقناة «الإخبارية» العام الماضي، التباينات والاختلافات في وجهات النظر بين موسكو والرياض، إلى تحالفات وشراكات إستراتيجية طويلة المدى، إذ نجح ابن سلمان والمعروف في الغرب بـ«MBS»، في كسر فترة من الصمت بين البلدين بعدة زيارات مثمرة للكرملين في 2015 و2017، ساهمت في توطيد الشراكة السعودية الروسية وتجاوز الخلافات السابقة، والعمل على النقاط المشتركة.

وغدا (الخميس) تتوج هذه العلاقات بزيارة تاريخية يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى روسيا ما بين 4 إلى7 أكتوبر الجاري، تعتبر الأولى من نوعها منذ عقودة طويلة، تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي وصفها مراقبون روسيون بأنها تأتي في أوج وذروة تصاعد العلاقات وانتقالها من العلاقات العادية إلى «الإستراتيجية».


وبحسب مصادر روسية، فإن الملك سلمان بن عبدالعزيز، سيلتقي مع الرئيس بوتين في الكرملين لبحث الشراكة الإستراتيجية وسبل تعزيزها في العديد من مجالات التعاون، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأزمات في المنطقة، وفي مقدمتها الأزمات اليمنية والقطرية والسورية، وسبل لجم الإرهاب وتجفيف منابع ومصادر تمويله.

وأعدت الرئاسىة الروسية برنامجاً حافلاً لزيارة الملك سلمان، التي سيتم خلالها إبرام تحالفات واتفاقات مع روسيا في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. وعد المراقبون زيارة الملك سلمان لموسكو مؤشرا واضحا يعكس حرص موسكو على تعزيز التعاون مع الرياض، وتأكيد إستراتيجية العلاقات، خصوصا في مجالي الأمن ومكافحة الإرهاب، خصوصا أن السعودية وروسيا لديهما أيضا رؤى متطابقة حيال التحديات التي تواجه المنطقة، والتي تتطلب تنسيقا سعودياً ــ روسياً لإيجاد حلول لقضايا المنطقة. وظهر الترحيب البالغ بزيارة الملك سلمان برفع لافتات إعلانية ضخمة عليها صورته في شوارع العاصمة الروسية (موسكو).

السعودية تعيد تموضعها في العالم لإرساء الأمن والسلام ولجم الإرهاب ومنع تمويله وتعزيز مصالحها الإستراتيجية عبر الرؤية الاقتصادية 2030 التي أصبحت محور الجولات العالمية.