الأمير خالد الفيصل موقعا على عقد مشروع النقل العام أمس.  (عكاظ)
الأمير خالد الفيصل موقعا على عقد مشروع النقل العام أمس. (عكاظ)
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@

تشغيل 400 حافلة بعد 18 شهرا و302 مليار قيمة العقد



أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة تطوير المنطقة الأمير خالد الفيصل حرص الدولة على إتاحة الفرصة أمام القطاع الخاص لتنفيذ المشاريع خاصة النقل العام، مؤكداً أن المجال مفتوح ليسهم الإنسان في خدمة بلاده ومجتمعه الذي يستحق.

ودعا خلال مراسم توقيع عقد توريد وتشغيل وصيانة مشروع حافلات مكة المكرمة في مقر الإمارة بجدة أمس (الثلاثاء)، بحضور نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، القطاع الخاص للإسهام في تنفيذ تلك المشاريع التي تعد مقياساً لتحضّر وتقدّم الدول، حاثا رجال الأعمال على بذل المزيد لخدمة وطنهم.

ووصف الاتفاقية بأنها تعد انطلاقة لجميع مشاريع النقل العام بمنطقة مكة المكرمة، رافعاً بهذه المناسبة الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده على الرعاية التي تحظى بها المنطقة، والمشاريع التي دشنها وباركها خادم الحرمين الشريفين أخيرا، متمثلة في مشروعي الفيصلية والطائف الجديد.

وفاز بعقد تشغيل وصيانة مشروع حافلات مكة المكرمة الذي سيتم تشغيله بعد 18 شهراً، التحالف المكون من شركتي نسما السعودية وTCC الإسبانية، بقيمة تقدر بـ3.2 مليار ريال، إذ يشمل العقد بنود التشغيل والصيانة لمدة 10 أعوام تشغيلية، وتوريد وتشغيل وصيانة 400 حافلة، منها 240 حافلةً عادية بسعة 40 مقعداً للجلوس وبقدرة استيعابية تبلغ 85 شخصاً تقريباً، و160 حافلةً مفصلية بسعة 60 مقعداً للجلوس وبقدرة استيعابية تبلغ 125 شخصاً تقريباً، يتم تصنيعها وفق أعلى المواصفات من قبل كبرى شركات صناعة الحافلات في العالم، حيث تتميز الحافلات باستخدامها أفضل معايير حماية البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية وأنظمة إطفاء الحريق في كل حافلة، وأجهزة التكييف والتحكم بدرجة الحرارة.

وتحتوي كل حافلة على نظام «الهيدروليك» لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة للصعود إلى الحافلة بكل يُسر وسهولة، حيث تتوفر أماكن لعربات الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، فيما تتوفر أيضاً خدمة الإنترنت «الواي فاي» في كل حافلة، بالإضافة إلى نظام صوتي ومرئي لمعلومات الرحلة داخل الحافلة وأنظمة الحماية من خلال كاميرات المراقبة داخل وخارج الحافلة، كما ستتوفر أيضا في مقدمة الحافلة من الخارج شاشة إلكترونية توضح للركاب الوجهة المراد الوصول إليها بأكثر من لغة، بالإضافة إلى رقم الخط أو المسار المستخدم من قبل الحافلة المتحركة.

كما توجد أنظمة نقل ذكية تساعد في تشغيلها بطريقة احترافية لاحتوائها على أنظمة تتبع الحافلات وتوجيهها ومراقبتها، ونظام عدّ الركاب الآلي وأنظمة الدفع بالبطاقات الذكية، ونظام معلومات الرحلات الفورية الذي يوفر معلومات آنية ومحدثة للركاب والمستخدمين عن أوقات الرحلات وأوقات قدوم الحافلات لمحطات التوقف، ونظام تخطيط الرحلات الذي يوفر خيارات متعددة للركاب، من ضمنها اختيار الرحلات التي تستغرق أقل مدة زمنية في الوصول، كما ستتوفر أنظمة نقل ذكية أخرى تهدف إلى رفع كفاءة تشغيل شبكة الحافلات.

عقد تنفيذ البنية التحتية للمسارات.. قريباً



من المخطط خلال الفترة القريبة القادمة توقيع عقد تنفيذ البنية التحتية لمسارات الحافلات وتوريد وتركيب مظلات لمواقف الحافلات لمشروع النقل العام بالعاصمة المقدسة، حيث سيشتمل العقد على تخصيص مسارات الحافلات على الطرقات وتجهيز التقاطعات بأحدث الأنظمة الذكية لإدارتها مرورياً وتوفير عدد من الجسور الخاصة بالمشاة مجهزة بمصاعد كهربائية لخدمة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. ويشمل العقد أيضاً بناء مركز للمبيت والصيانة بمساحة تصل إلى 220 ألف متر مربع، يحتوي على مركز التحكم والتشغيل للحافلات وورش العمل والمستودعات المطلوبة للقيام بأعمال الصيانة الدورية وأعمال الصيانة الثقيلة ومكاتب الموظفين والعمال المسؤولين عن التشغيل والصيانة وأماكن المبيت لأسطول الحافلات وسكن خاص ولائق لسائقي الحافلات داخل المركز، كما يشتمل على خمسة أجهزة حديثة لغسل الحافلات يومياً. ويتكامل تشغيل هذه المراحل مستقبلاً مع تشغيل شبكة المترو لتسهم في تعزيز دورها كناقل رئيسي للركاب ضمن الأحياء وعبر المدينة، بما يتوافق مع التوسع المستقبلي للمدينة، ويعزّز عملية الربط بين مراكز التوظيف والمراكز التجارية بالأحياء، إضافة إلى إسهام تقسيم الشبكة إلى عدة مستويات في تقليل حجم حركة السيارات على الشوارع والطرق المختلفة في المدينة، حيث روعي في تصميم مسارات المشروع، تحقيقاً للتكامل بين شبكتي القطار والحافلات ووسائط النقل الأخرى لتحقيق الفائدة القصوى من هذا النظام على مستوى المدينة.

12 خطاً للحافلات في المرحلة الأولى



تتوزع شبكة حافلات النقل العام في المرحلة الأولى بمدينة مكة المكرمة على مستويين مختلفين، حيث تتكون المرحلة الأولى من شبكة الحافلات من 12 خطاً بطول ما يقارب 300 كيلو متر، 7 خطوط من 12 خطاً تمثل خطوطا محلية، بطول 103 كم و83 محطة توقف تقريباً، تُستخدم فيها حافلات محلية متوسطة الحجم، بينما الخطوط الخمسة الأخرى هي خطوط سريعة ذات مسارات مخصصة، بطول 172 كم و342 محطة توقف تقريباً، تُستخدم فيها حافلات مفصلية ذات سعة أكبر وبتردد أكثر.

ومن مميزات شبكة المرحلة الأولى للحافلات أن 55% من سكان مدينة مكة المكرمة هم على مسافة 450 متراً أو أقل من خطوط الحافلات، مما سيتيح لهم فرصة التنقل بسهولة، (والمراحل اللاحقة لشبكة الحافلات ستغطي كل سكان مدينة مكة تقريباً)، حيث تربط خطوط شبكة المرحلة الأولى ما بين منطقة الزاهر والشوقية والخالدية والعزيزية وكدي وبطحاء قريش والرصيفة والنوارية والحجون والشرائع والعوالي وجعرانة، إضافة إلى المراكز الحيوية كمنطقة الحرم ومسجد التنعيم وجامعة أم القرى والمستشفيات والمجمعات الصحية مثل (النور والولادة والزاهر ومدينة الملك عبد الله الطبية)، وبعض الكليات والمراكز والمعالم والأسواق التجارية. كما أن 80% من المدارس الثانوية للبنين تقع أيضاً على مسافة 450 متراً أو أقل من محطات توقف الحافلات، مما سيتيح لهم سهولة الوصول إلى مدارسهم.

10 آلاف فرصة عمل



يتوقع أن يخلق مشروع النقل العام بالعاصمة المقدسة أكثر من 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى توفير الخبرات العالمية لمباشرة أعمال التشغيل والصيانة وإدارة المشروع، فضلا عن مشاركة الكوادر الوطنية التي سيتم تدريبها وتأهيلها، ويأتي المشروع مواكباً لرؤية المملكة 2030 الطموحة من حيث تعزيز منظومة شبكة النقل من أجل تسهيل الوصول إلى المسجد الحرام وتمكين ضيوف الرحمن من أداء فريضة الحج والعمرة بكل يسر وسهولة.

ويهدف المشروع أيضا إلى توفير خدمة النقل العام لكل شرائح المجتمع، وتنويع طرق وأساليب التنقل في المدينة بطريقة فعالة وحضارية، بما يتلاءم مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والمرورية، وهذا من شأنه الإسهام في تحقيق عوائد كبيرة على المدينة وسكانها، تتجاوز توفير خدمة النقل العام لفئات السكان كافة، إلى الجوانب المرورية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والبيئية، إضافة إلى تأسيس نظام نقل دائم يواكب النمو الكبير الذي تشهده المدينة، ويسهم المشروع أيضاً في الحد من الخسائر الاجتماعية والاقتصادية بسبب الحوادث المرورية، والحد من التلوث البيئي الناجم عن المركبات واستهلاك الطاقة.

6 دقائق أقصى معدل لانتظار الركاب



بالنسبة لمستوى الخدمة التي ستوفرها المرحلة الأولى لمشروع النقل العام، فإن الحافلات ستُسيّر بترددات ما بين 7-12 دقيقة، إذ تعد نسبة تردد عالية، ما يعني أن معدل انتظار الراكب للحافلة سيكون ما بين الدقائق الثلاث ونصف وست دقائق، ونسبة التردد العالية هذه تعني القيام بـ3400 رحلة يومياً، تغطي 103 آلاف كيلومتر و4900 ساعة تشغيل في اليوم (ما يعادل أكثر من 36 مليون كيلومتر، و1.7 مليون ساعة تشغيل في العام)، لتغطي معظم أجزاء مكة المكرمة، كما ستتم جدولة الحافلات على عدة جداول مختلفة وملائمة للأوقات الزمنية في الأيام العادية طوال السنة وأوقات الذروة والمواسم في مكة المكرمة كموسم العمرة ورمضان وأخيرا موسم الحج، إذ سيكون تردد الحافلات في أوقات الذروة كل خمس دقائق في المسارات التي تخدم الحرم المكي الشريف.