-A +A
«زياد الفيفي» (جدة) @ZIAD_Online

تداول رواد على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لحملة نفذتها وزارة التجارة على محلات الجوالات، إذ قامت الوزارة بمصادرة أغطية الجوالات التي تحمل صوراً لصدام حسين، كخطوة أولى لمواجهة حملة الترويج للشخصيات الجدلية التي تعتلي رفوف محلات الجوالات في السعودية، متسائلين عن بقاء موقف الوزارة مبهماً من التداول التجاري الواسع والعلني لهذه الصور في محلات زينة السيارات دون موقف واضح من الوزارة، وهو السؤال الذي لم تجب عليه الوزارة رغم محاولات التواصل معها.

إذ تجتاح هذه الحالة محلات زينة السيارات تحت الطلب المتزايد على هذه الصور، والتي يتم استخدامها كـ«تعليقات» للسيارات يتم تعليقها على "المرايا"، اللافت في الأمر أن الصور التي يتم تداولها تنحصر غالباً على شخصيات مثيرة للجدل مثل الحاكم العراقي السابق «صدام حسين» ومروج المخدرات الشهير «بابلو اسكوبار»، وشخصيات اخرى كالكوبي «تشي جيفارا» الذي ربما لا يعرف من يعلقون صوره بأنه شيوعي العقيدة، بل ربما أيضا لا يعرفون ماذا تعني «الشيوعية» اصلاً.

ووصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز إياد الرفاعي الحالة بأنها «حالة استجلاب الرمز»، التي لا تتطلب توافقاً سوى أن تمتلك الشخصية الصفات «الكاريزمية» التي ترمزّها في عيون الشباب الباحثين عن رمز «عنتري» يشبع نزعة الطيش التي تولدها المراهقة داخلهم، مضيفاً «الشباب يفتقدون للرمز القوي, أو ما يعتقدون أنه قوة المتمثل بـ(الديكتاتورية) لذا تجدهم ينجذبون عاطفياً إلى الشخصيات التي تحمل هذه الصفات».

فيما أشارت الأخصائية النفسية الدكتورة منى الصواف أن هذه الحالة النفسية التي تدفع المراهقين للبحث عن مثل هذه الشخصيات لا تتطلب معرفة أي معلومة عن هذه الشخصية سوى أنه شخصية متمردة، وتشخص الحالة على أنها «حالة تمر ببعض المراهقين النزّاعين إلى التمرد على التقاليد والقيود الاجتماعية، بالبحث عمن يمثل حالتهم النفسية من الشخصيات العامة التي تمثل هذا التمرد»، مؤكدة أن العامل التجاري لعب دوراً مهماً في الترويج لمثل هذه الشخصيات الميالة للعنف، قائلة «يتجاهل المنتجون تقديم شخصيات كـ(مارتن لوثر كينغ) وغيرها من الشخصيات التي أثارت الجدل عن طريق قضايا عادلة، في حين نجد الصفات العنيفة تطغى على الشخصيات التي تقدم في ألعاب الفيديو والقمصان».

وحذرت الصواف من امكانية استخدام هذا الشكل من القوى الناعمة في الاستقطاب السياسي للمراهقين الذي يتمتعون بالصفات «الانقيادية»، مؤكدةً على أهمية تنمية الثقافة السياسية لدى الجيل الشاب لتجاوز كثير من المشاكل المحتملة نتيجة لذلك.