-A +A
خالد الجارالله (جدة) Okaz_online@
على قارعة الحياة وقوفاً، أداروا ظهورهم لكل شيء عدا ذكرياتهم وحنينهم إلى زمنهم الجميل، أولئك هم المسنون الذين تلبسوا بياض الشيب وليس في جعبتهم سوى حكمة يؤثرونها على أنفسهم وترقبٌ لأحيان الرحيل.

لا أصعب من أن تقف أمام طوابير الناهمين للحياة وأن تشاهد الواثبين للصعود إلى الغد، وأنت تتحين خط النهاية متشبثاً بعزائمك قبل أن تسلم عصى التتابع لملاحقيك.


اليوم هو الذكرى التي اختارتها الأمم المتحدة لنقف إجلالاً وتقديراً للمسنين، في يومهم العالمي على رأس أكتوبر الذي أصبح لزاماً فيه أن نلتفت لكل مسن حولنا ونقف له بإجلال خاص، لاسيما الذين مازالوا يتجشمون عناء المسؤولية ويعملون هنا وهناك، في المقاصف و«بوفيهات» الدوائر الحكومية والخاصة، أو في «الحراسة الأمنية» والرعي وفلاحة الأرض. نقف وفاءً للجدات اللواتي مازلن يحملن «حِلال» الطعام لأحفادهن وبناتهن، للأجداد الممسكين بيد الصغار بغية تأمين الطريق واقتفاء الظل.

600 مليون مسن (60 عاما وأكثر) يحتفل بهم العالم اليوم، سيصلون بحسب تقارير رسمية صادرة عن الأمم المتحدة إلى ملياري نسمة بعد 50 عاما، هم اليوم بحاجة إلى رفع الوعي بالمشكلات التي يواجهونها كالهرم وإساءة المعاملة وغيرها.

ويشكلون في السعودية رقماً مهما بحسب إحصاءات رسمية آخرها تقول أن 2.8% من إجمالي السكان تخطوا عمر 65، في ظل توقعات بوصولهم 10% عام 2025.

وفيما يجري العمل على تحسين مشروع نظام حقوق كبار السن بحسب وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، تظل وقفة التقدير مطلبا منا لكل من غزا البياض رأسه ونالت الأيام منه.