-A +A
صالح الفهيد
سأبدأ من حيث انتهيت في المقال السابق حول القضية المزمنة، والعلة المستعصية على الحل في وسطنا الرياضي وأقصد بها الإعلام الرياضي، فهذا الإعلام بمكوناته المختلفة قاوم بشكل غريب كل محاولات إصلاحه وتطويره وتحسين أدائه لجعله عنصرا مفيدا ومساعدا في حلحلة ومعالجة قضايانا الرياضية، بدلا من دوره الحالي الذي يجوز وصفه بالدور التخريبي والتأزيمي، مما جعله عبئا حقيقيا على مؤسساتنا الرياضية بما فيها الأندية الرياضية.

وكما أشرت سابقا فملف إصلاح الإعلام قد يكون على رأس أولويات رئيس الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ، وخلال الفترة الماضية التقط الرياضيون أكثر من إشارة تؤكد أن هذا الملف سيجد التفاتة جادة من آل الشيخ.


لقد قامت الرئاسة العامة لرعاية الشباب «سابقا» وحتى بعد أن أصبحت هيئة بتحركات خجولة، وتفتقر للجدية والحزم لإصلاح الإعلام إلا أنها فشلت رغم تعاونها مع جهات أخرى، بما في ذلك وزارة الإعلام، وأظن أن الهيئة بقيادتها الجديدة ستستفيد من أسباب فشل الجهود السابقة بتلافي الوقوع فيها مجددا.

وأنا هنا أتحدث عن القنوات الرياضية والبرامج الرياضية في القنوات العامة وعن الصحافة المطبوعة والإلكترونية، وعن كتاب ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، فالفلتان الذي عاشته هذه المكونات وغياب الرقابة الحقيقية عنها، وتفلتها من الضوابط المهنية والأخلاقية يجب أن ينتهي إن كنا جادين حقا في توفير أرضية صلبة لتطوير الحركة الرياضية والشبابية في المملكة العربية السعودية.

لن يستطيع المسؤول الرياضي أن ينجح في تنفيذ خططه ومشاريعه وهو محاط بإعلام غوغائي مخترق، يفتقر للحد الأدنى من الشروط المهنية والوعي والإحساس بالمسؤولية.

وأظنني لست بحاجة هنا لتقديم نماذج وأمثلة تبرهن على الواقع المزري للإعلام الرياضي لأثبت ما أقوله عنه بألم، فاليوتيوب يضج بمئات المقاطع التي شاهدها مئات الآلاف من الناس داخل السعودية وخارجها ليتندروا فيها، وليضحكوا منها، وليضحكوا بها علينا، وكثير من هذه المقاطع مخجلة ومسيئة فعلا لنا كسعوديين ولإعلامنا بصفة عامة.

صحيح أن إعلامنا الرياضي لا يخلو من نقاط قوة، ومن أصوات وأقلام رصينة ونزيهة، لكنها ضائعة وسط ضجيج الغوغائيين، والكثير من الإعلاميين الرياضيين ابتعدوا وأحجموا عن الظهور احتجاجا على مستوى وحال الإعلام الرياضي الراهن.