-A +A
هيلة المشوح
لم تكن الفرحة باليوم الوطني مجرد احتفالية عابرة بذكرى تأسيس وبطولات وملاحم قام عليها تاريخ هذا الوطن العظيم، بل كانت الفرحة أعمق وأكبر.. كانت فرحة وطن يولد من جديد، وطن ينهض مثقلاً من تحت ركام غفوة جثمت على صدره ردحاً من الزمن فسلبته روح الحياة وشوهت العقول والقلوب والعلاقات حتى بات معظم المجتمع لا يعرف له هوية ولا يقر انتماء، مجتمع متوجس من كل شيء حتى من «حب الوطن»! كانت هذه السنة مختلفة تماماً فهي السنة التي نفضت عجاج السنين الغابرة واستدعت الحب والولاء في قلوب هذا الشعب العظيم الذي ما إن انجلى الغبار حتى لمع معدنه الأصيل البراق الشغوف بحب وطنه والمتمسك بقيادته، لا يساومه على ثراه غال ولا نفيس، فما أن رفرفت بيارق اليوم الموعود حتى شاهدنا مهرجانات الحب والولاء في شوارع كل مدينة وقرية، ضارباً بعرض الحائط كل هرطقة واعظ تتعارض مع ما يعتمل في وجدانه من عشق لأرضه وقيادته.

غابت شمس يوم ٢٣ سبتمبر وهو يوم الوطن ولم تغب الفرحة وما صاحبها من فقرات منظمة ساهمت بها هيئة الترفيه بدقة متناهية وعمل جبار فامتد ذلك الكرنفال الوطني حتى ساعات الصباح من اليوم التالي ولم يُلحظ أية تجاوزات أو أعمال خارجة عن الآداب العامة أو الأنظمة كما كان يشاع في السنوات السابقة حين كان الاحتفال باليوم الوطني بدعة تلفها المحاذير والفوضى ومن الشحن المبطن ضد الاحتفالات وضد الوطن.


نعم.. غابت شمس ذلك اليوم وأشرقت بعدها شمس يوم آخر، يوم يحمل بين جنباته وطن يولد من جديد.. إنه وطن النهار!

hailahabdulah20@