السعودية المتجددة تبهر العالم
عندما أشار ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان في حديثه لـ«واشنطن بوست» العام الماضي، إن السماء هي الحد لطموحات السعوديين، فإنه كان يدرك جديا أهمية ما يقول، باعتباره مهندس الرؤية السعودية 2030، التي وصفت بأنها تغيير حقيقي في قواعد اللعبة في الداخل والخارج. وعندما يقول الأمير محمد بن سلمان نحن نريد - كما يريد الشعب السعودي - الاستمتاع بالأيام القادمة، والتركيز على تطوير مجتمعنا، وتطوير أنفسنا كأفراد وأسر، وفي نفس الوقت الحفاظ على ديننا وتقاليدنا، ولن نستمر في العيش في حقبة ما بعد عام 1979، فإنه فهم تماما ماذا يريد الشباب السعودي، الذي يعد نصف سكانه من الشباب، فبعد مرور عدة سنوات على إطلاقه للرؤية السعودية «2030» كمُحفزٍ للتغيير في السعودية، بدأت نتائج الرؤية تؤتي ثمارها بالدفع نحو الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، وبدت خطط الإصلاح تتقدم بثبات، خصوصا عندما قرر مجلس التنمية الاقتصادية إعادة الرسوم والبدلات بعد انخفاض العجز في الميزانية، وارتفعت الإيرادات غير النفطية بنسبة 46% من عام 2014، إلى عام 2016، ومن المتوقع أن تنمو بنسبة 12%.
ومن الواضح أن القوة المحركة خلف محاولة إعادة تقديم وجه السعودية الجديدة والأمير الشاب محمد بن سلمان، والذي استلهم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التوجيهات لدعم السعودية الجديدة، بالدماء الشابة كي تقود من الأمام هذه الدولة. وبسلوك وحراك الأمير محمد بن سلمان المفعم بالطاقة والحيوية، والإبداع والتخطيط وحرق المراحل لتحقيق المنجز وإنهاء النمط التقليدي، تمكنت السعودية رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة من تجاوز بعض المعوقات وتبقى الكثير، والمطلوب من الشباب التضحية قليلا، للوصول للأهداف الإستراتيجية من خلال استنفار طاقته الشبابية لتحقيق المستحيل.
لقد ظهر جليا في احتفالات اليوم الوطني حجم الحماس لدى الشابات والشباب، عندما شاركوا كعادتهم في الاحتفالات التي تم تنظيمها بشكل كبير جدا، خصوصا مشاركة النساء والعائلات في احتفالات اليوم الوطني في إستاد المك فهد الدولي بالرياض في إطار مشاركتها المجتمعية فى محيطها الاجتماعي، إذ سمحت السلطات السعودية للمرة الأولى بمشاركتهن مع أسرهن، من خلال إعلان الهيئة العامة للترفيه عن فتح مدرجات إستاد الملك فهد الدولي بالرياض أمام العائلات مجاناً، بعد التنسيق مع هيئة الرياضة، لحضور ومشاهدة فعالية «ملحمة وطن».
ولقد تصدرت احتفالات اليوم الوطني الصحف العالمية، خصوصا الصحف البريطانية والأمريكية التي اعتبرت المشاركة الكبيرة للعوائل السعودية، سواء في الإستاد الرياضي وفي عدة مناطق في السعودية بأنه حدث يعكس التغيير الإيجابي، الذي نشأ في المجتمع السعودي.. هذه هي السعودية الجديدة تبهر العالم. لأن طموحاتها لا يحدها إلا السماء.