-A +A
سعيد السريحي
يبادر كثير من الفنانين في مناسبة اليوم الوطني إلى تقديم الأغاني التي تعبر عن العلاقة الحميمة بين المواطن ووطنه، وذلك شيء جميل على اعتبار أن الفن إحدى الوسائل، بل أرقى الوسائل، التي يعبر فيها الإنسان عن شعوره.

غير أن من الملاحظ أن كثيرا من الأعمال التي يتم التسويق لها باسم الوطن وتنتهز مناسبة اليوم الوطني للوصول إلى جمهور المستمعين إنما هي أعمال مرتجلة، لا يمكن لكلماتها ولا لألحانها ولا لطريقة أدائها أن تنتمي إلى الفن الرفيع، فضلا عن أن تليق بالاحتفاء بالوطن.


إن كثيرا من الأغاني التي يتم تقديمها وما تم التساهل في تسميتها بالأوبريتات لا تتجاوز أن تكون ضربا من استهلاك الفن وتسليعه واستغلال فرحة الناس باليوم الوطني للتربح باسم الفن، وفِي ذلك استهانة بقيمة الفن وسوء أدب مع الوطن وإفساد لذائقة المواطن.

وإذا كان اليوم الوطني مناسبة لكي نرتقي إلى مستوى يليق بالوطن فإنه مناسبة كذلك لتقديم رفيع تردده الأجيال القادمة، كما تردد اليوم «وطني الحبيب» و«فوق هام السحب».

ولكي نعطي اليوم الوطني حقه ونعطي الفن الرفيع حقه فإن علينا أن لا نحصر مفهوم الأغنية الوطنية في الأغاني التي تشيد بالوطن فحسب، ذلك أن كل أغنية رفيعة المستوى هي أغنية وطنية، كل أغنية تنتمي للفن الرفيع هي أغنية وطنية، ولذلك فإن علينا أن نطالب من يعملون في مجال الأغنية أن يقدموا لنا غناء رفيعا يليق بالوطن وأن يتوقفوا عن استغلال اليوم الوطني وترويج أغان لا تمت للفن بصلة.