الملك سلمان في حديث مع ولي العهد في إحدى المناسبات. (عكاظ)
الملك سلمان في حديث مع ولي العهد في إحدى المناسبات. (عكاظ)
-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
المكانة العالمية لأي دولة تقوم أساسا على حقائقها وقوتها الداخلية؛ السياسية والاقتصادية، والأمنية ووحدتها الوطنية، فإن كانت هذه الأسس قوية، فإن تموضعها في الخارج سيكون أكثر قوة وتأثيرا. وتعتبر جزئية الوحدة الوطنية أحد المكامن الرئيسية في قوة أي دولة، ومن هنا نؤكد أن تعزيز الجبهة الداخلية بكل مكوناتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي الأساس في معادلة البناء الإستراتيجي. والسعودية ليست استثناء من هذه القاعدة المنطقية والتاريخية. بل هي مثال حي لدولة كرست الوحدة الوطنية منذ تأسيسها وتمكنت رغم كل الظروف الاقتصادية التي تعيد تموضعها في الداخل والخارج، خصوصا بعد التحول الإستراتيجي في سياساتها الاقتصادية عقب طرح الرؤية الإستراتيجية 2030، والذي دشنت عهدا جديدا للسعودية لمرحلة مابعد الاعتماد على النفط. فمن دون استقرار سياسي أمني لا تفلح الإستراتيجية الاقتصادية في بناء اقتصادي نامٍ ومزدهر.

لقد كرست الرؤية لمرتكزات ثلاثة، العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية، وأهمية الموقع الجغرافي الإستراتيجي؛ التي ستفتح مجالا أرحب للقطاع الخاص ليكون شريكا، بتسهيل أعماله، وتشجيعه، لينمو ويكون واحدا من أكبر اقتصادات العالم، ويصبح محركا لتوظيف المواطنين، ومصدرا لتحقق الازدهار للوطن والرفاه للجميع. لقد حظيت السعودية بإعجاب وتقدير دول العالم، لما تبذله من جهود فى مكافحة الإرهاب والتطرف بكافة السبل، وتبنيها منهج الوسطية والاعتدال، كما أن ما حققته من إنجازات على المستوى الاقتصادي والتنموي جعلها تتبوأ مكانتها بين الدول الكبرى.


إن أول الميزان هو إيذان بالاحتفال باليوم الوطني الذي يدخل فيه الاعتدال الخريفي، لقد فضلت المملكة منذ سنوات طويلة أن يعبّر «الميزان» عن منهجها الوطني في الحكم وفي الإدارة. فالميزان هو رمز العدل، وهو رمز الوسطية، وهو رمز التوازن أرادت القيادة السعودية أن تذكـِّر وشعبها بما يعني «الميزان»، وبما ينطوي عليه الاحتفال باليوم الوطني في أول يوم من برج الميزان، وبحسّ العدالة التي تريدها في هذا الكيان الكبير المعروف بـالمملكة العربية السعودية.

والميزان لا يفرق بين كبير وصغير، ولا رجل وامرأة، ولا قريب ولا بعيد.. وبهذه الطريقة تُوزن الأمور في المملكة العربية السعودية في ميزان العدل والحق، نصرة المظلوم ودعم السلام والأمن ولجم الإرهاب وتكريس التسامح.

هكذا أسس الملك عبدالعزيز بلاده، وعلى هذا سار هو وأبناؤه، وعلى هذا تسير هذه البلاد الطيبة.. نحو العدل.