-A +A
عبدالله صادق دحلان
يوم وطني في بداية عام جديد نفخر بوطننا وقيادتنا ونحرص على ديننا وعقيدتنا، وفي كل عام أكرر في مقالتي بمناسبة اليوم الوطني مفهومي بالاحتفال بأنه هو احتفال بالإنجازات التي تحققت منذ التأسيس إلى اليوم وهي إنجازات عظيمة أهمها توحيد الوطن الذي وحده مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، فبعد أن كانت شبه الجزيرة تسودها الحروب بين القبائل وغزو القوي على الضعيف، وكان الجهل سائداً والفقر عاماً في معظم أنحاء الجزيرة، والمسلمون الزائرون للحرمين يعيشون حالة قلق وهلع حيث يفتقدون الأمن في الحج والعمرة، ويغزو قطاع الطرق القوافل القادمة للحج ويموت البعض وينجو البعض الآخر بروحه، وكانت أنحاء المملكة قبل التوحيد تعيش تحت حكم أمراء وسلاطين ومشيخات في بعض مناطق المملكة، حتى توحدت جميع القبائل وقياداتها وأصبحت في دولة واحدة يشملها الأمن والأمان وتوزع إيراداتها على الجميع وتشمل التنمية الشاملة جميع القرى والمدن والمناطق وانتشر العلم بفتح المدارس والجامعات وحورب الجهل والأمية حتى تم القضاء عليهما وتعاقب الملوك على حكم الدولة السعودية وساندهم الأمراء في المناطق والوزراء والمسؤولون في مختلف قطاعات الدولة، وتحولت المملكة من دولة تنتج البترول والغاز فقط إلى دولة صناعية متقدمة في مجال البتروكيماويات وصناعة المعادن وغيرها.

ونتابع الاحتفال بالإنجاز في كل عيد وطني. ويصعب سرد معظم الإنجازات خلال سنوات التأسيس حتى اليوم، لكن من الواجب علينا أن نسترجع بعض الإنجازات السابقة لنعرف حجم الإنجاز وأثره على التطور البشري والعمراني والاقتصادي والفكري، ومن حق شعب هذا الوطن أن يحتفل بالإنجاز، ومن واجبنا شكر القيادة منذ التأسيس حتى يومنا هذا، ونشيد بحكمتها في قيادة المملكة والحفاظ على أمنها واستقرارها والاستغلال الأمثل لوارداتها في التنمية الشاملة. فكم دولة غنية عربية أضاعت قيادتها ثرواتها وأقحمت بلادها في حروب كانت نهايتها دمار البلاد والعباد. وهي ليست دعاية نبثها ولكن حقيقة نسردها ونكررها وشواهد التنمية ظاهرة ابتداء من توسعة الحرمين الشريفين والتوسع في نشر العلم في جميع مناطق المملكة وإنشاء الجامعات في جميع مناطق المملكة، كما أن الرعاية الصحية أصبحت على قائمة اهتمام الدولة، وخصص لها أكبر ميزانية مقارنة بالوزارات الأخرى وعممت في جميع مدن ومناطق المملكة مجانية. أما انتشار الطرق البرية فأصبحت شبكة الطرق البرية معلما نفتخر به يربط جميع مناطق ومدن المملكة. وأحمد الله عز وجل على أنني ضمن أولئك الذين عاشوا الماضي ويعيشون الحاضر ليقارنوا وضع المملكة قبل 50 عاماً أو أكثر وحالها اليوم، ولا يمكن أن يكون هناك وجه للمقارنة، وهذا هو الإنجاز الذي ينبغي أن نحتفل به في يومنا الوطني يوم التأسيس وليس يوم التحرير من الاستعمار؛ لأن بلادنا لم تكن مستعمرة من أي دولة أخرى.


وإذا استعرضنا الإنجازات في عهد الملك سلمان رغم حداثة حكمه إلا أنها إنجازات عظيمة، وعلى رأس هذه الإنجازات تمكين الشباب من حكم الدولة السعودية الحديثة، علماً بأن الشباب من الأمراء هم الذين قادوا المملكة منذ بداية التأسيس، ومنهم مليكنا حفظه الله، وبعد 80 عاماً يعود الشباب للقيادة بروح الشباب في الإنجاز بقيادة أمير الشباب الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وتحت إشراف الملك سلمان شخصياً صاحب الحكمة والخبرة الطويلة، وتولي قيادة الوزارات مجموعة من الشباب المتحمس للإنجاز والتطوير، كما أن من أهم الإنجازات التي نحتفل بها هذا العام هي الرؤية الجديدة للمملكة 2030 وعلى وجه الخصوص الرؤية الاقتصادية والتحول من الاعتماد على البترول كأساس للإيرادات إلى تنويع مصادر الدخل لضمان استمرارية التنمية حتى لو انخفض إنتاج البترول إلى الحدود الدنيا وبأسعار جداً منخفضة.

إن سياسة الخصخصة أحد الإنجازات الجديدة التي نتمنى أن تكون ذات عائد على الإنتاجية والجودة ولا تكون عبئاً على المواطنين. كما أن نظام ضريبة القيمة المضافة أحد قرارات العام الماضي سيساهم في زيادة إيرادات الدولة التي ستوجه إلى التنمية الشاملة وأساسها المواطن السعودي. وأتمنى أن يكون أحد قرارات هذا العام إلغاء الضريبة عن التعليم على اعتبار أن التعليم المجاني أحد أهم واجبات الدول. وأخيرا أوجه رسالتي لأبنائي الطلاب والطالبات في بداية عامهم التعليمي الجديد المتزامن مع الاحتفال بعيدنا الوطني أن يحافظوا على وحدة وطنهم وقيادتهم وأن يكونوا حماة للوطن وقيادته. وعلينا جميعاً أن نحرص على وحدتنا ولا قوة لنا دونها.

* كاتب اقتصادي سعودي