-A +A
«أ ف ب» (مكسيكو)


واصل عناصر الانقاذ في المكسيك صباح السبت عمليات البحث اليائسة عن ناجين بعد الزلزال المدمر الذي أودى بحياة نحو 300 شخص، على أمل مخالفة آراء الخبراء بتضاؤل فرص العثور على أحياء بعد 72 ساعة تحت الانقاض.


وفيما لا يزال عمال الطوارئ المنهكون يتحدثون عن إشارات تدل على وجود أحياء في عدد من المواقع في العاصمة، حذر رئيس هيئة إدارة الكوارث الوطنية فيليب لويس بوينتي من أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة. وقال «ستكون الليلة صعبة إذ مر الكثير من الوقت» منذ وقوع الزلزال يوم الثلاثاء «إلا أننا لن نستسلم», واضاف في تصريح لشبكة «تيليفيزا» أن «الوقت داهمنا. هناك مبان الوصول إليها غاية في التعقيد. ولكننا سنستمر في الكفاح من أجل عائلات» الأشخاص الذين يُخشى أنهم لا يزالون عالقين وسط الركام. وقال إن السلطات لن تحضر الجرافات للبدء بعمليات إزالة الركام حتى يتم التأكد من عدم وجود أي ناجين أو جثث حتى. ويؤكد الخبراء أن الحد الأقصى للوقت الذي يمكن للناس العالقين تحت الركام دون مياه وغالبا بأطراف مهشمة البقاء على قيد الحياة يبلغ 72 ساعة، وهي مدة انقضت تمام الساعة 1,14 بعد ظهر (18,14 ت غ) الجمعة. ولكن العائلات بقيت متشبثة بالأمل حيث شاهدت عناصر فرق الإغاثة يعملون بشق الأنفس وسط الركام المتناثر - بحثا عن معجزات -.

وشرع الاخصائيون النفسيون الذين انتشروا في الموقع بمساعدة الأقارب على التعامل مع الأخبار المأساوية. وقالت بينيلوبي اكزاكارياس، التي كانت بحالة استعداد أمام مبنى مكاتب منهار في حي روما بمكسيكو «لا تزال العائلات تتحلى بالأمل، ولكننا كاخصائيين نفسيين بدأنا بتجهيز أنفسنا لتقديم الاستشارة لهم». كان نحو 70 شخصا في المبنى عندما وقع الزلزال الذي بلغت قوته 7,1 درجات ولم ينج حتى الآن سوى 28 منهم -- جميعهم خلال الساعات الأولى.

واعتاد المكسيكيون على عمليات الانقاذ «الإعجازية» كتلك التي حصلت بعد أسبوع من وقوع زلزال عام 1985 وراح ضحيته أكثر من 10 آلاف شخص في العاصمة. وشكل تمديد الحكومة غير المحدود لعمليات الانقاذ معضلة بالنسبة لعمال الإغاثة في حطام مصنع للملابس، هو واحد بين نحو 40 مبنى انهارت في العاصمة. وقال المتطوع دانيال كويروز البالغ من العمر 22 عاما «لا توجد إشارات إلى أن هناك أي شخص في الداخل ولكنهم ليسوا متأكدين فعليا من عدم وجود أحد».

وحتى الآن، تم انقاذ 115 شخصا عثر عليهم احياء تحت الركام. ويرجح أن ترتفع حصيلة القتلى إلى ما فوق الرقم الأخير الذي أشار إلى سقوط 295 قتيلا. وسجلت العاصمة أعلى عدد وفيات بلغ 157 وسط توقعات شبه مؤكدة بالعثور على المزيد من الجثث. ووقعت باقي الوفيات في ولايات موريلوس ومكسيكو وغيريرو واوكساكا. وتضم الحصيلة ثمانية أجانب بينهم أربعة من تايوان والباقون من كوريا واسبانيا وبنما والارجنتين.

وأرسلت عدة دول بينها الولايات المتحدة واسرائيل وبنما ودول الاتحاد الأوروبي فرقا للمساعدة في جهود الانقاذ. واستخدم فريق ياباني آلة مسح متطورة في أحد المباني المدمرة في حي روما.

وحذر خوسيه غوتييريز، وهو والد أحد العالقين ومهندس مدني، من خطر «انهيار المبنى بشكل كامل». وقال إن الأمطار التي هطلت اثناء الليل تسببت بزيادة ثقل الركام وحركت أجزاء منه.

وفي جنوب مكسيكو، وضعت أكاليل الزهور في موقع مدرسة انهارت تماما وقتل فيها 19 طفلا. وبدأت العائلات بمراسم الدفن، حيث كان أولها لغابريال موراليس وزوجته اغيدا ميندوزا اللذان عثر عليهما بحالة عناق تحت الركام مع كلبهما, وأفادت منظمة «انقذوا الأطفال» (سيف ذي تشيلدرن) أن هناك 100 ألف طفل في مكسيكو تأثروا بالزلزال، حيث نام مئات منهم في الشوارع والحدائق رغم فتح حوالي 50 مأوى. وتساءل الكثير من الأشخاص عن مصيرهم بعدما دمر الزلزال أكثر من ألفي منزل.

وقالت البائعة المتجولة ايريكا الباران التي انتقل إلى مأوى مع عائلاتها «انتظر من خدمة الدفاع المدني إخباري إن كان بإمكاننا العودة إلى منزلنا». ووقعت مأساة الثلاثاء في ذكرى زلزال عام 1985 وبعد ساعتين فقط من اجراء البلاد تدريباتها السنوية على الزلازل. وقال الممثل المكسيكي دييغو لونا في مركز لتقديم المساعدة الطارئة لوكالة فرانس برس إن «المدينة ليست مستعدة لكارثة من هذا النوع، ولكنني أعتقد أن لدى الناس الاستعداد للتفاعل، حيث لا يزالون يذكرون ما حصل عام 1985»