حرفية تعمل على إنتاج السدو في المدينة. (تصوير: أحمد القحطاني)
حرفية تعمل على إنتاج السدو في المدينة. (تصوير: أحمد القحطاني)





فتاة تفرغ الخشب لصناعة مجسم حرفي.
فتاة تفرغ الخشب لصناعة مجسم حرفي.
-A +A
أبرار الشرقاوي (المدينة المنورة) abraralshrgawi@
تعرقل «خصوصية المجتمع» عددا من حرفيات المدينة المنورة من الانطلاق نحو عالم الإبداع والمغامرة واكتشاف الجديد، وتقف حجر عثرة في طريق تنمية وتطوير بعض الحرف والصناعات اليدوية، بدلاً من أن تكون نافذة يطللن منها لتوفير قوت يومهن.

وتؤكد أستاذة الفنون الجميلة بجامعة طيبة نورة الكابلي لـ«عكاظ» أن رؤية المجتمع المديني للفن لا تزال قاصرة، فتعتبر المواد الفنية تكميلية ليس لها مستقبل تعليمي.


وتذكر كابلي أنها تحرص على تشجيع طالباتها وحثهن على الإبداع والتعليم الذاتي بشغف حتى يطورن من أنفسهن ويصبحن رائدات في مجال الفن في المدينة.

من جانبها، قالت انعام قاضي لـ«عكاظ» (حرفية تعمل منذ 20 سنة في الرسم والديكور) إنها شغلت رئاسة اللجنة التشكيلية لمدة سنتين في رواق المدينة، وعلى مدى خبرتها الطويلة تجد أن المجتمع لا يقدر الرسومات ولا يقيمها، فغالباً ما تجد اعتراضاً على الأسعار على الرغم من تكلفتها العالية ومدى الجهد البدني المبذول فيها.

أما تجربة الحرفية نجيبة قاسم في حرفة الخياطة التي تعتبر الحرفة الأولى لسيدات المدينة، فذكرت أنها تعمل ووالدتها في خياطة جلابيات الصلاة منذ خمس سنوات، إذ ابتدأت الخياطة كهواية ومع الممارسة والتعليم الذاتي احترفت الخياطة وأصبح لها زبائنها الدائمون.

من جهة أخرى، أوضح المتحدث باسم برنامج بارع في المدينة عبدالله الحازمي أن هيئة السياحة تشجع الحرفيين عن طريق البرنامج الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية (بارع)، مشيرا إلى أن البرنامج في المدينة المنورة سجل 420 حرفيا، منهم 331 سيدة يعملن في 44 حرفة معتمدة، منها الخوص، السدو، الصابون، المنتجات اليدوية، المجوهرات، الإكسسوارات، الخط، وتحتل الخياطة المركز الأول في الحرف المسجلة في المدينة.

ويؤكد الحازمي أن الدعم الحكومي لبرنامج بارع يتمثل في الحصول على أركان في كل معرض يقام بالمملكة يقدم بالمجان لحاملي «بطاقة حرفي» لتقديم منتجاتهم وعرضها للجمهور.

ويقدم «بارع» ضمن مبادرات التحول الوطني عقدا مع شركة حاضنات الأعمال المحدودة، وعلى إثر ذلك تم إنشاء مراكز الإبداع الحرفي ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري التي تحتوي على مراكز تدريب ومدربين محترفين سعوديين وعالميين لتطوير الحرفيين.

ويؤكد الحازمي أن المراكز أصبحت جاهزة في المدينة وينبع وقريباً في العلا، وتهتم بتدريب وتطوير المنتج وتسويقه.