-A +A
للأيام ذاكرة تمتد بها إلى مفترقات فاصلة في مسيرة الزمن، إذ في مثل هذا اليوم قبل 87 عاما كانت للتاريخ وقفة، وكانت له كلمة صدع بها في فيافي التشتت والتناحر والفاقة والعوز، ليلملم فرد استثنائي شعث ما تفرق، وينهض بالأرض والناس منطلقا إلى مواطن الضوء والألق.

كان ذلك في لحظة حاسمة من لحظات التاريخ التي لا تنسى، أصغى فيها الكون للعظماء عندما يقررون ويعملون على تنفيذ ما يريدون، بصرف النظر عن المخاطر التي قد تلحق بهم شخصيا وبوجودهم جراء هذا المشروع التوحيدي الهائل، الذي تغلبت فيه الهمم الكبيرة والطموحات التي لا يحدها حد، على كل المعوقات مهما تضخمت.


إن التاريخ ليقف في مثل هذا اليوم من كل عام وقفة إجلال واحترام لذكرى المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، الذي قام بتحويل الشتات إلى وحدة، وأشعل نور العلم وبدد الجهل، وأطلق ورشة تحويل حياة الكفاف إلى عيشة رغدة قوامها التنمية والازدهار، وآذن بإحالة صفرة الصحاري إلى خضرة الرياض التي جعلها منذ ذلك الزمن شعارا للوطن الذي أسسه.

إنه وطن يستحق أن نعتز به، ونفخر بكل فرد ساهم وجاهد في تأسيسه ونهضته ووصوله إلى مصاف دول المقدمة من هذا العالم، في ظل قيادة واعية مدركة لكل ما يكتنف عالمنا من مخاطر وتحديات، حاولت وتحاول أن تجنبها هذا الوطن الغالي وأبناءه، الذين ظلوا على العهد.. يبادلونها الحب والتقدير.