-A +A
خالد السليمان
لم تنتظر السعودية إذنا من أحد لتتحرك عسكريا في البحرين أو اليمن ولن تنتظره لتتحرك في غيرها عندما يتعلق الأمر بتهديد أمنها الوطني والتآمر على سيادتها، فالعدوان أيا كانت أشكاله وأوجهه الخشنة أو الناعمة يواجه بمثله، وعلى من يظنون أن السعودية ستدير لهم خدها الأيسر أن يراجعوا حساباتهم فزمن الصبر على عبث الصبية والصغار قد ولى!

يجب أن يدرك الجميع أن صداقة المملكة مجانية ولا تكلف شيئا، لكن عداوتها باهظة الثمن وتكلف كل شيء، والصحفي الذي أراد انتزاع موقف من لا شيء عندما سأل الرئيس الأميركي خلال لقائه بأمير قطر عما إذا كانت أميركا قد حذرت السعودية من التحرك عسكريا في أزمة قطر تلقى جوابا بالنفي يعكس الرؤية التي تنظر من خلالها السياسة الأمريكية اليوم لواقع المنطقة وإصرار دولها على أخذ زمام الدفاع عن حدودها ومصالحها في وجه السياسات العدائية والمؤامرات الخفية والمعلنة التي تستهدف أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، بعد أن انجرفت المنطقة نحو الفوضى بسبب تخبطات سياسات العالم الغربي خلال السنوات الماضية، فالمراهنة على النظام الدولي في حفظ أمن المنطقة لم يعد محل ثقة مطلقة!


كانت رسالة السعودية منذ تأسيسها رسالة سلام، لم يعهد عليها الاعتداء على أحد أو التدخل في شؤون أحد، بل على العكس كانت دائما حمامة السلام وجدار الأمان وحضن الجار، ورسالتها اليوم لم تتغير، لكن من المفيد التذكير بأن جدارها ليس قصيرا، ويدها ليست قصيرة للتصدي لكل من يريد القفز على أسوارها أو العبث بأمنها!

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com