مصفاة أرامكو من أضخم المشروعات على مستوى العالم. (عكاظ)
مصفاة أرامكو من أضخم المشروعات على مستوى العالم. (عكاظ)
-A +A
عبدالرحمن الختارش (جازان) okaz9@
بنظرة مستقبلية ثاقبة لأهمية المكان والمكانة، جاءت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتعديل اسم مدينة جازان الاقتصادية، ليصبح «مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية»، وقيام الهيئة الملكية للجبيل وينبع بإدارة وتشغيل المدينة وتوفير الخدمات في المدينة على نمط مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين ومدينة رأس الخير.

فموقع المدينة الإستراتيجي في السعودية والبحر الأحمر، التي تتصل من خلاله بخط بري جديد من الجهة الشمالية بمدينة جدة، ومن الشرق بباقي مدن المنطقة، أهلها لإنشاء مشروع مصفاة أرامكو السعودية في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية؛ لتكون نواة المدينة وقلبها النابض، إذ يعد المشروع من بين أضخم أربعة مشروعات تكرير أنشئت خلال العشرين عاما الماضية على مستوى العالم، بحجمه وتقنيته المتطورة وطاقته الإنتاجية.


وستقوم مصفاة جازان التي ستبلغ طاقتها 400 ألف برميل يوميا، بتكرير خامات ثقيلة ومتوسطة إلى نحو 75 ألف برميل يوميا من البنزين و250 ألف برميل يوميا من الديزل منخفض الكبريت، وستشمل المنتجات أيضا غاز البترول المسال والكبريت والقار والبنزول والباراكسيلين؛ ليبرهن ذلك على اهتمام القيادة بدعم الصناعات الوطنية، وتحقيق الحلم الذي طال انتظاره في جازان.

وبذلك تشكل «مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية» محطة من أهم المحطات الرئيسة على شواطئ البحر الأحمر، إذ إنها تتمتع بموقع إستراتيجي بالقرب من الأسواق المحلية والعالمية؛ ما يوفر فرصا مميزة لإقامة علاقات تجارية بين قارتي آسيا وإفريقيا، فضلا عن توفير فرص استثمارية وتسهيلات الملاحة والشحن البحري.

وكان وزير الطاقة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح قد أكد خلال زيارته للمشروع مطلع العام الحالي أن مدينة جازان الاقتصادية التي تحول اسمها إلى مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية تعد من أهم المواقع التي يعول عليها لدعم الاقتصاد الوطني، وتحويل مسار الصناعات والبتروكيماويات، من خلال وجود الشركات الكبرى ومصفاة البترول.

تحسين الصناعات الثقيلة والثانوية

تركز مدينة جازان للصناعات على تحسين صناعة المستحضرات الطبية التي تعتمد بشكل أساسي على صناعة البترول من خلال تطوير ما يعرف باسم «الدوائيات الغذائية ومنتجات الأغذية الصحية» التي يتم الحصول عليها من المواد الزراعية في المنطقة؛ ما يتيح إمكانية تطبيق تقنيات جديدة، وتوفير سوق مزدهرة.

وتركز المدينة أيضا على الصناعات الثقيلة والثانوية، والموارد البشرية، وأسلوب المعيشة، وستوفر بيئة مميزة للصناعات الأساسية وعمليات تبادل التقنيات، والتجارة، وفرص التوظيف، والتعليم والتدريب، والإسكان، ومجالا عريضا من الأنشطة الاقتصادية الاجتماعية، وتم تخصيص ثلثي مساحة المدينة الاقتصادية لتطوير المنطقة الصناعية المتقدمة، وجهزت بأحدث تجهيزات الشبكات اللازمة لمشاريع الصناعات الثقيلة والصناعات الثانوية مثل «معالجة السيليكون»، التي تعتبر في جازان من الأنشطة المثالية؛ نظرا لتوفره بغزارة، فضلا عن أهميته كعنصر أساسي في تكنولوجيا المستقبل، إذ يصل الطلب العالمي عليه إلى ما يقرب من 1.2 مليون طن في السنة، بمعدل نمو 5% سنوياً.