-A +A
طالب بن محفوظ (جدة) okaz-online@
ثمة آراء متباينة على دور الرواية السعودية في مكافحة الإرهاب، إذ تناولت الروايات الخطاب الفكري المنحرف الرافض للإرهاب، لتنتقد التجاوزات الفكرية وتقويمها.

وفي الجانب الفني، جاءت غالب الروايات المكافحة للإرهاب بالحديث عن الإرهاب وعناصر الحكاية، وملامح الشخصية الإرهابية وأسباب انحرافها وضحاياها، وتوظيف الأحداث الروائية (حقيقية أو متخيلة)، والمكان المتعلق بالحدث الإرهابي، إضافة إلى عناصر الخطاب المتطرف.


استقطاب النقاد

من جانبها، أكدت الباحثة والأكاديمية الدكتورة كوثر محمد القاضي أن الرواية السعودية استطاعت أن تنجح في استقطاب النقاد السعوديين والعرب تجاه المنتج الروائي الذي أخذ يخطو فنيا بشكل تراكمي ومتنام على مستوى فنيات كتابة الرواية المحلية، إذ عكس الإنتاج الروائي في المملكة ما يمكن تسميته بتفجير كتابة الرواية السعودية.

وأوضحت أن هناك روايات رغم قلتها نجحت في توظيف موضوع الإرهاب بطريقة تقّوم البعد الفكري في ما دونه الروائيون والروائيات، مشيرة إلى أن الروايات سلطت الضوء على جذور خطاب الإرهاب، عبر العديد من المسارات الاجتماعية التي توصل القارئ إلى تكنولوجيا الإرهاب ومنهجته عبر الدوائر الاجتماعية المختلفة.

سطحية الطرح

القاص فاضل عمران، يرى أن الروايات السعودية لم تتناول قضية «الإرهاب» بالشكل الذي يعكس حجم القضية، بالرغم من أن الروايات بالغت في تناول أمور أقل أهمية والسبب أنها أمور أكثر إثارة وتسويقا للعمل. ويشير إلى أن بعض الروايات تناولت التطرف الديني ولكن بنوع من السطحية، ما جعلها غير مقبولة من القارئ النخبوي ناهيك عن القارئ العام، متفائلا بمزيد من التناول السردي لهذه الثيمة المهمة قائلا: «اليوم ربما بسبب تسليط الضوء على التطرف من الممكن أن تتناول القضية سرديا، وقد تتحول هذه الروايات إلى دراما بحكم أنها أضحت حديث الساعة، وسُلط عليها الضوء كثيرا».

استجابة للواقع

وبالاتجاه إلى دور «الرواية العربية» في مكافحة التطرف والإرهاب، يؤكد القاص والروائي الأردني مفلح العدوان أن أي مبدع أو كاتب أو روائي أو مسرحي أو قاص أو شاعر يعايش الواقع الجديد ويتأثر به ويشكل جانبا كبيرا من قلقه، ولهذا فإن حضور هذا الخطاب في الرواية العربية هو مبرر وله ما يسوغه لتقديمه فنيا وإبداعيا. فيما يرى الكاتب والروائي الأردني هزاع البراري أن الرواية تستجيب للواقع، وليست منفصلة عما يجري ويؤثر في حياة الناس، لكن الإبداع أيضا يستشرف المستقبل ويمهد له ويتنبأ به، وهنا تبرز المعادلة الصعبة.