-A +A
حمود أبو طالب
«26 مشروعا تنهي الاجتهادات في حصص النشاط». هكذا كان العنوان البارز في صحيفة مكة يوم أمس، ويأتي بعد أن كاد الجدل يطول - كعادتنا- تجاه أي جديد، لا سيما في التعليم، المجال الخصب الذي كان لوقت طويل ساحة التجاذب والتراشق والاستحواذ، ولم تكن هناك ضحية سوى العملية التعليمية والوطن بطلابه وطالباته.

أولاً، تُشكر وزارة التعليم على مشاريعها الجديدة المختلفة التي سيبدأ تطبيقها هذا العام ومنها هذا المشروع، وحتى لو كانت البدايات صعبة بسبب بعض العوائق فلا بد من عدم التراجع، فالإصرار وحده كفيل بتجاوزها، أما الاجتهادات فلكم سبب لنا من متاعب في كل مجال وخصوصا مجال التعليم. هناك اجتهادات إذا لم تنفع فإنها لا تضر، لكن هناك اجتهادات ضارة جدا قد تكلف كثيرا وربما يصعب إزالة نتائجها، ولنا في كثير من الاجتهادات السابقة أمثلة ما زالت حية الى الآن.


الـ 26 مشروعا التي وضعتها الوزارة تبدو جيدة من حيث التنوع ومواكبة احتياجات الوقت وتنشيط العقل على التفكير خارج الصندوق وتخفيف رتابة المنهج والمقررات الرئيسية وتوسيع أفق الطالب وتعويده على معرفة ما يجب عليه معرفته كإنسان وعضو في المجتمع ومشروع مستقبل، وليس فقط كطالب يتجرع التلقين بما تحتويه المقررات ولا شيء أكثر من ذلك. ولكن في الوقت الذي نبدي فيه ارتياحا لخطوة الوزارة بتحديد مشاريع النشاط، فإنه لا أحد يضمن الالتزام بها وتنفيذها بشكل جيد مفيد إذا لم تكن هناك متابعة جيدة. ما زالت هناك فلول من محترفي اختراق المنهج المدرسي المقرر، وسيكون اختراق حصة النشاط أمراً سهلا إذا أتيح لهم تولي مسؤوليتها، وإذا استطعنا تحييد هذا النموذج فعلينا أيضا اختيار المعلمين القادرين على الوفاء بالمطلوب من هذه الحصص، لأن مشاريع النشاط متنوعة في مجالات عديدة، وإذا لم يكن المعلم ملما بها فإن المعلومة الخاطئة ستجد طريقها بسهولة إلى ذهن الطالب، وفي هذه السن تكون المعلومة الخاطئة شديدة الضرر.

أمنياتنا لطلابنا وطالباتنا، ومعلمينا ومعلماتنا بالتوفيق. ونحن بانتظار المزيد من المشاريع التعليمية النوعية.