-A +A
سعيد السريحي
لم تكن المقاصف المدرسية، كما عرفتها قبل نصف قرن، مصدرا للدخل أو ميدانا للاستثمار تسد به بعض المدارس احتياجات لا تفي ميزانياتها بالوفاء بها، أو تتربح من ورائها شركات ومؤسسات القطاع الخاص التي تتعاقد معها وزارة التعليم أو تشكل فرصة استثمار للأسر المنتجة التي تعتزم الوزارة إتاحة الفرصة لها كي تتخذ من مقاصف المدارس منافذ لها للبيع.

كانت المقاصف جزءا من العملية التربوية، كأنما كانت نشاطا لا صفيا يمارسه الطلاب، بل كانت كذلك، كانت تنهض بدور هام في بناء شخصية الطلبة، لم تكن مجرد مطعم يسدون بما يقدمه لهم جوعهم كانت درسا مكملا للدروس، وذلك بدءا من أنها تجمع رأسمالها من مشاركة الطلاب في شراء ما تطرحه كل مدرسة من أسهم يشتري منها كل طالب بما يمكن أن يشكل عائدا له في آخر العام بما تحققه تلك المقاصف من أرباح، وهذا يعني أن المقاصف كانت تشكل درسا في الاستثمار، يشعر من خلاله الطالب أنه هو البائع وهو المشتري أيضا وكان من الممكن أن تكون المقاصف المدرسية نواة لتكوين جمعيات استهلاكية في الأحياء تساهم في تطوير الفكر الاقتصادي ودورة رأس المال داخل المجتمع.


لم تكن المقاصف المدرسية درسا في الاستثمار فحسب، بل كانت درسا في العمل الجماعي فتلك المقاصف كانت تدار بواسطة الطلاب أنفسهم فهم من يتولون إعداد السندويتشات وبيعها، وكانت «جمعية المقصف» واحدة من الجمعيات التي يشترك فيها الطلاب مثل جمعية الإذاعة المدرسية وجمعية الكشافة.

كانت «المقاصف المدرسية» درسا تربويا فرطت وزارة التعليم وإداراته فيه.