-A +A
أنمار مطاوع
في ظل التحولات في المنطقة، ظلت المملكة تلتمس جانب الحيادية الإيجابية لسنوات عديدة، ولكن مكر الليل والنهار والرغبة السوداء لاستهداف الأراضي المقدسة والمساس بمصالح المؤمنين في أقاصي الأرض المعمورة دفعها للتحرك، فهي المسؤول الأول والوحيد عن المحافظة على المقدسات الإسلامية في بلاد الحرمين وتيسير مناسك ما يزيد على مليار مسلم حول العالم. وكان لابد لها أن تدك الشر وترفع رايات التوحيد التي قامت عليها في وجه الظلام ومكر أعداء الله لتجعل أداء المناسك متاحا وميسرا لجميع المسلمين.

النقطة المظلمة بدأت من تحت العمائم الإيرانية، التي تنفق أموال شعبها على تسليح الميليشيات الإرهابية والأحزاب والمجموعات الخارجة على القانون الدولي في المنطقة.. فقط لتحقق لذة الخراب ومتعة الفوضى. علما أن شعوبها تعاني من فقر يندى له جبين الكرامة الإنسانية. فالجملة الشهيرة للشعب الإيراني (كُل ولا تمت) تعبّر بشكل واضح عن الأجور المتدنية التي لا تغني المواطن الإيراني عن جوع.


وجدت المملكة أن الواقع حولها قد تلوث بالفكر الضال ولابد من تعقيمه حتى لو كان في دولة عزيزة على نفسها مثل قطر الشقيقة. فنقطة الإرهاب تطورت لتصبح نصف دائرة تحيط بالوطن من الجنوب إلى الشرق إلى الشمال، والفكر الإرهابي بدأ في شد القوس ليرمي سهمه الملتهب المسموم إلى وسط بلاد الحرمين الشريفين وأرض التوحيد عبر قيادات قطر من الشرق، والحوثي والمخلوع من الجنوب، وعدد لا يحصى من أعداء الشمال. والله سبحانه وتعالى وعد أولياءه بالنصر ووراثة الأرض وإعلاء كلمته في الحياة الدنيا.

الحرب التي تخوضها المملكة في الحد الجنوبي -فعليا- وعلى حدودها الأخرى سياسيا واقتصاديا ودينيا هي الفيصل لقمع قوى الشر. والله سبحانه وتعالى يساند أولياءه الذي يحمون بيته ومسجد نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم من عبث أعدائه الذين يستهدفونه دون خوف من العلي الجبار. إنها ليست حرب فوز وخسارة، ولكنها حرب مقدسة تدحض الباطل وترفع كلمة الحق بإذن الحق.