-A +A
«عكاظ» (مكة المكرمة)OKAZ_online@
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن من الفرى التي أُلصقت بالإسلام دون إرواء أو إحجام، وكانت مثار التوجس والخوف منه، اتهامه بالإرهاب والسيف والعنف والظلم والحيف، وتلك أكذوبة ظاهرٌ عوارها ويفندها أُوارها، مبيناً أن الإسلام كان ولا يزال وسيظل في علو وانتشار وانتصار وازدهار لأنه دلف إلى القلوب بالحكمة والموعظة الحسنة والمعروف لا بالغلظة.

وقال في خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس: «إن السلام الحقيقي والأمن المجتمعي لا يكون بانعدام التوتر بين الأفراد والبلدان، بل بتحقيق العدالة فيما بينهم، فلن يسود السلام هذا العالم إلا بإقامة العدل وإعطاء كل ذي حقاً حقه»، داعياً جميع الأقطار والديار إلى التسامح والتراحم والتآلف، وأن يتحدوا ولا يختلفوا وأن يصونوا أوطانهم عن أوابد العنف والتخريب والبعد عن مغبات التلاوم والتثريب والتخذيل والإرجاف، وأن يكونوا المرآة العاكسة للشريعة الإسلامية ومبادئها العظام وخيريتها في عن سائر الأنام.


وحث السديس على نشر ثقافة السلام لا سيما في مناهج التعليم ووسائل الإعلام خاصة بين فئة الشباب وأهمية ترسيخ آليات الحوار من خلال البرامج التوعوية لمكافحة التطرف وتعزيز قيم التسامح والتعايش، وإحلال الأمن والسلم الدوليين ورفض أعمال العنف والصراعات الدموية، وخطاب التحريض والكراهية، وما يبث الفتنة ويهز اللحمة الوطنية.

وأضاف أن حاجة الإنسانية إلى السلام غريزة فطرية وضرورة بشرية، فقد كان العالم قبل تحكمه العصبية القبلية يشعلون الحروب لقرون طويلة من أجل ناقة أو نيل ثأر ويهدرون في ذلك الدماء ويقيمون العداوات، فجاء الإسلام وعُني عناية فائقة بالدعوة إلى السلام ونبذ الحروب والنزاعات ورتب على ذلك عظيم الأجر والجزاء وانتشل الإنسانية من أوهاق البغضاء والشحناء إلى مراسي التوافق والصفاء والسلم والوفاء. وأبان الشيخ عبدالرحمن السديس أن وقائع السيرة النبوية والفتوحات الإسلامية دلت على أن الدعامة الأولى والأساس لانتشار الإسلام الدعوة بالحسنى والموعظة البليغة والكلمة الطيبة، حتى في أوقات الحرب والقتال.