-A +A
أنس اليوسف (جدة) anas_20@
منذ خطابه المرتبك في الـ21 من يوليو الماضي، خرج أمير قطر تميم بن حمد عن صمته مجدداً بعد مرور نحو شهرين على كلمته للشعب القطري، حينما تحدث في جولته الأوروبية الحالية الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة الخليجية، متمنياً التوصل إلى حل «يرضي الجميع».

ولعل ظهور الأمير القطري في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس (الجمعة) في برلين لم يكن في صالحه، إذ كان صعباً على الشيخ تميم إخفاء ارتباكه، وتلعثمه في بعض الكلمات في المؤتمر المباشر، فيما أكد أن الدوحة مستعد


ة للجلوس إلى الطاولة ومناقشة الأزمة.

ولم يفوت الأمير تبرير دعم قطر للإرهابيين والمتطرفين، بعد أن شدد على أن بلاده تختلف في تعريف جذور الإرهاب عن بعض دول المنطقة.

من جهتها، أكدت المستشارة الألمانية أن برلين لا تقف إلى أي جانب في هذه الأزمة، مضيفة: «نحن على اتصال بالسعودية والإمارات». ونوهت ميركل إلى أن هذه الزيارة كان من المقرر أن تكون قبل شهرين، فيما يبدو أن الأزمة الخليجية ألقت بظلالها على زيارات الأمير الخارجية.

وفي سؤال للمستشارة الألمانية عن رأيها في إقامة كأس العالم 2022 في قطر وهل تناقشتم في هذا الجانب، جاءت الإجابة الألمانية واضحة وسريعة، مشددة على أن ألمانيا لا تزال عند موقفها الثابت في هذا الأمر، ولم يتم بحثه في هذه الزيارة، لافتة إلى أن برلين تريد تحسين أوضاع العمالة الوافدين في قطر، الذين يعانون من أوضاع صعبة.

وكانت ألمانيا أعربت عن موقفها في وقت سابق من استضافة الدوحة لكأس العالم 2022، حين قالت ميركل إنه لا يعجبها أن يكون كأس العالم 2022 في قطر، خلال مناظرة تلفزيونية مع خصمها في الانتخابات مارتن شولتس، الذي اتفق معها، وتأتي هذه التصريحات من المسؤولين الألمانيين في ظل تصاعد المطالب بسحب ملف استضافة قطر لهذا الحدث الكبير.

ويرى مراقبون أن الهرولة القطرية المستمرة نحو عواصم خارج حدود مجلس التعاون الخليجي لن تجدي نفعاً لحل الأزمة، مؤكدين أن مفتاح عودة العلاقات يكمن في الرياض، بحسب ما شدد عليه الرئيس الأمريكي ترمب في أكثر من مناسبة.

وكان أمير قطر أجرى مباحثات مع الرئيس التركي رجب أردوغان في أنقرة أمس الأول (الخميس)، في أول زيارة رسمية يقوم بها إلى الخارج منذ بدء الأزمة بين الدوحة والدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، التي قطعت علاقاتها مع قطر على خلفية دعم سلطة الدوحة للجماعات الإرهابية.