-A +A
واس (جدة)
أكد قادة الدول والحكومات ورؤساء الوفود الرسمية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التزامهم بتحقيق الرهان في مجال العلوم والتقنية .

وأعرب المشاركون في ختام اجتماعهم في القمة الإسلامية الأولى بشأن العلوم والتكنولوجيا في مدينة أستانا عاصمة جمهورية كازاخستان، عن شكرهم للرئيس نور سلطان نزارباييف، رئيس جمهورية كازاخستان، لاستضافتهم القمة وجهوده القيادية ومبادراته الرامية إلى زيادة تعزيز دور منظمة التعاون الإسلامي على الساحة الدولية وتحقيق التقارب والتفاهم المتبادل وتسخير الإمكانات الاقتصادية والعلمية والتقنية للجميع.


وهنأ المشاركون في الاجتماع جمهورية كازاخستان على نجاحها في تنظيم معرض "أستانا إكسبو 2017 " الدولي الرامي إلى عرض تقنيات مبتكرة في مجال الطاقة المتجددة وإبراز أهمية إدخال تقنيات بديلة موفرة للطاقة من جانب البلدان النامية، ومن ثم إدارة الرئيس ممنون أحمد رئيس جمهورية باكستان الإسلامية رئيس لجنة العلوم والتكنولوجيا "الكومستيك" في تعزيز أهداف الكومستيك لصالح الدول الأعضاء من خلال تعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي بينها . وجدد الأعضاء التأكيد على الالتزام بالمبادئ والأهداف المنصوص عليها في ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، ولاسيما النهوض باكتساب المعرفة وإشاعتها بما ينسجم مع مثل الإسلام السامية لتحقيق التميز الفكري، والرقي بالعلوم والتكنولوجيا وتطويرها وتشجيع البحوث والتعاون بين الدول في هذه المجالات.

واتفق المشاركون على السعي، بصورة فردية وجماعية، إلى تعزيز التعاون بين بلدانهم لتحقيق التنمية المستدامة لشعوبهم، وإلى مواجهة التحديات المجتمعية للقرن 21.

وأصر المجتمعون على استئصال شأفة الفقر من المجتمع ، بما في ذلك الفقر الفكري، وإبراز القوة الإبداعية والابتكارية لجميع شعوبنا، آخذين في الحسبان ما للعلوم الحديثة من أثر تخريبي، وعلاقتها الناشئة مع المجتمع في القرن 21. ودعا الجميع إلى الالتزام بجعل المعرفة وتطبيقها سمة أساسية من سمات طريقة العيش والعمل واتخاذ القرارات المهمة، والتزام الجميع بتعزيز قدراتها الجماعية في مجال العلوم والتقنية والآثار الاقتصادية والاجتماعية الإيجابية الناجمة عن تطبيقاتها الذكية، مشددين على ضرورة زيادة الاستثمار في العلوم والتقنية والابتكار، وأن نقل العلوم والتقنية يشكل أحد الطرق الرئيسية لتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية للبلدان النامية.

وأكد الجميع أهمية حماية الملكية الفكرية، بغية تعزيز القدرات في مجال العلوم والتقنية والابتكار، والعمل من أجل تطوير ومراجعة وتنفيذ السياسات والبرامج وخطط العمل في مجال العلوم والتقنية والابتكار على المستويات شبه الإقليمية والوطنية لتسخير إمكانات العلوم والتقنية والابتكار لخلق فرص العمل للدخل وتنمية رأس المال البشري وتحقيق النمو الشامل. واتفق المشاركون في الاجتماع على اتخاذ التدابير اللازمة للتنفيذ العملي للتوصيات الخاصة ببرنامج عمل منظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا 2026 ، وحث جميع الدول الأعضاء , على إعداد البرامج والمقترحات المشتركة، بالتشاور الفعال مع كبار الأكاديميين والعلماء والتقنيين.

وأكد الاجتماع على العزم بتحقيق أهداف برنامج عمل منظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا 2026 من خلال سلسلة مركزة من المبادرات والبرامج في مجالات التعليم وتنمية المهارات الأساسية والعلوم التطبيقية وبرامج العلوم الضخمة، التي ستتولى تنفيذها الأطراف المعنية متعددة الجنسيات المؤسسات في الدول الأعضاء .

وشدد المجتمعون على ضرورة زيادة تعزيز ثقافة التعليم والعلوم , لاسيما فيما يخص الشباب والنساء في العالم الإسلامي، مما سيمهد الطريق للتحديث الاجتماعي والاقتصادي ويؤدي إلى التقدم، إضافة إلى تشجيع الدول الأعضاء على جعل الجامعات وغيرها من مؤسسات التعليم العالي حتى تتمكن من القيام بدور فعال لتطوير ثقافة الاستكشاف والسعي للرقي الفكري وترسيخ ثقافة الاستحقاق والجدارة داخل المجتمع .

كما أكد المجتمعون على جملة من التوصيات المتعلقة بزيادة تخصيص التمويل الموجه لتطوير التعليم والعلوم والصحة لتحقيق الأهداف الواردة في برنامج عمل المنظمة مرحبين في هذا الصدد، بمبادرة رئيس جمهورية كازاخستان الهادفة إلى تكامل وتضامن الهياكل السياسية الإسلامية في مجالات النقل والطاقة والتجارة والاستثمار، وتشجيع الدول الأعضاء على العمل المشترك في وضع برامج للعلوم "الضخمة"، على النحو المبين في برنامج عمل منظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا 2026 ، بوصفها برامج متعددة التخصصات بطبيعتها ومحتواها. ودعا الاجتماع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى العمل بنشاط تعزيز ودعم برامج البحوث التعاونية في مجال الزراعة والأمن الغذائي وحفظ النظم البيئية، بما في ذلك مكافحة الجفاف والتصحر وغيرها، وكذلك الدعوة إلى مراجعة أمن المحتوى الرقمي من خلال دراسة وتوحيد ما هو قائم من القوانين والسياسات والاستجابة المرتبطة بأمن الفضاء الإكتروني في الدول الأعضاء، مع الاخذ في الحسبان آثارها العميقة على جميع شؤون الدولة وظهور البيانات الوصفية. ورحب الاجتماع بدور المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، مشددين على أهمية دعم أنشطتها وفقا لقرارات الجمعية العامة للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي التي عقدت في إبريل 2016م في أستانا .

وأثنى المجتمعون على الجهود المتضافرة التي بذلتها الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي ومؤسسات المنظمة ذات الصلة، ولاسيما مراكز البحوث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية "مركز أنقرة"، والبنك الإسلامي للتنمية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، والاكاديمية الإسلامية للعلوم، والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة، في تعزيز التعاون البيني في إطار منظمة التعاون الإسلامي في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار .

ودعا الاجتماع الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي ومؤسسات المنظمة إلى مواصلة وتعزيز تعاونها من أجل تعزيز العلوم والتكنولوجيا والابتكار في الدول الأعضاء . كما أحاط المجتمعون علماً مع التقدير بتدشين مجموعة البنك الإسلامي للتنمية لصندوق العلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي من شأنه أن يسهم إسهاماً كبيراً في خطة منظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، فضلاً عن تلبية الاحتياجات الإنمائية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، داعياً الدول الأعضاء إلى المساهمة في الصندوق. فيما طلب الاجتماع من رئيس الكومستيك التعاون مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على وضع آليات مؤسسية للإشراف الفعال على تنفيذ برنامج عمل منظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا 2026.

ورحب المجتمعون بالعرض الذي تقدمت به حكومة أوزبكستان بخصوص استضافة الدورة الثانية للقمة الإسلامية حول العلوم والتكنولوجيا، وتكليف الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي ولجنة الكومستيك بالعمل مع حكومة أوزبكستان للقيام بالترتيبات الضرورية لعقد القمة الإسلامية الثانية حول العلوم والتكنولوجيا في أوزبكستان .