لاجئو الروهينغا في عراك أثناء تلقي مساعدات غذائية من منظمات محلية في بنغلاديش أمس الأول. (رويترز)
لاجئو الروهينغا في عراك أثناء تلقي مساعدات غذائية من منظمات محلية في بنغلاديش أمس الأول. (رويترز)
-A +A
أ ف ب (بلوخالي)
منع الجنود البورميون الدخول إلى المسجد ووصل رجال مسلحون بسواطير وعبوات وقود، وعندها بدأت المجازر، بحسب شهادات للروهينغا. وقال ماستر كمال (53 عاما) المدرس الذي نجا من مجزرة وقعت في قرية اونغ سيت بين، بولاية راخين (شمال غربي بورما)، إن الذين كانوا يجرون قتلوا بسواطير وسقط آخرون برصاص الجيش. وأضاف ماستر«كانوا يحرقون المنازل وهربنا لننجو بحياتنا»، موضحا أنه شاهد ثلاثة من جيرانه يقتلون. والتقت وكالة فرانس برس نحو عشرة من سكان هذه القرية تمكنوا من اللجوء إلى بلوخالي الحي العشوائي الواسع في بنغلاديش الذين رووا فيه الحوادث المروعة التي جرت في 25 أغسطس.

وأفاد محمد أمين (66 عاما) وهو مزارع: كل شيء كان يحترق، لم أر عنفا كهذا من قبل.


وأكد لاجئون من قرية اونغ سيت بين، أنهم شاهدوا أثناء فرارهم أشخاصا يقتلون، وجثث ضحايا قتلوا بسواطير أو أحرقوا. ويؤكد بعضهم أن الطريق إلى بلوخالي استغرق ستة أيام، بينما اختبأ آخرون واحتاجوا إلى 12 يوما ليعبروا ممرات ضيقة وأدغالا كثيفة تحت أمطار غزيرة، قبل أن يصلوا إلى بنغلاديش.

وقالت انورة بيغوم (35 عاما) إنها اضطرت للقفز في النهر مع ابنها البالغ من العمر أربعة أعوام لتفلت من رصاص الجنود. وفي حالة الهلع هذه فقدت الاتصال بأبنائها الخمسة الآخرين خلال لجوئها إلى التلال المجاورة التي كانت مروحيات تحلق فوقها. ولقي أكثر من 100 شخص حتفهم خلال عبورهم نهر ناف الحدودي بين البلدين.

وروى جمال حسين (12 عاما) أن إخوته الخمسة الذين يكبرونه سنا قتلوا برصاص رشاش في اونغ سيت بين. ولم ير الطفل والديه ولا أخواته السبع. وقال «كنا معا ثم بدأ إطلاق النار فجأة. لم أنظر إلى الوراء لأنني اعتقدت أنني سأموت. عندما اختبأت تذكرت كل شيء وبدأت أبكي».

وأضافت انورة بيغوم أنها مستعدة «للتسول» من أجل البقاء، وإذا لم يكن لدي أي شيء آكله سأتناول التراب لكنني لن أعود أبدا.