-A +A
عبده خال
الأزمة الخليجية لن تنتهي حتى لو تم التنسيق من أجل الحوار، والسبب ببساطة شديدة أن قطر لا زالت متعنتة في قبول الحقيقة الدامغة والتي تمثلت في دعم وتمويل (الخراب العربي).

ومهما كانت التوصيات بتبني نتائج القمة الإسلامية الأمريكية وتطبيقها فعليا، فهذا متعذر الحدوث لأن قطر لا زالت تمني نفسها بجني مكاسب دورها السابق، كما أنها لا زالت الحضن الحنون للإرهابيين وتستمد من هذا الموقف الورقة الأخيرة للمراوغة وتذكير شركاء مخطط الشرق الأوسط أنها لا تزال أمينة على دورها الذي لعبته في تقويض المنطقة.


وأي حوار تقدم عليه قطر لن يكون حوارا هادفا، فالمشكلة عند القيادة القطرية لا تريد العودة للصورة الحقيقية لمكانتها المتواضعة، لا تريد العودة إلى حقيقة أنها إمارة ضئيلة وليس لها شيء يذكر في صناعة القرار الدولي أو الإقليمي، فبعد أن ظنت أنها (تعملقت) بالتدخل في إسقاط دول رئيسة، فهي لا تريد فتح عينيها على أنها إمارة أو مشيخة لديها مال وأرادت به شراء (دولة إقليمية) وهو لقب يفوق حجمها بمراحل.. ولذلك لا زالت (تفرفص) للبقاء داخل حلمها المستحيل.. ولأن إعلامها مكنها من (نفش الريش) لا زال صانعوه يوهمون القيادة أنها باقية عملاقة وأن حديثها ملء السمع والبصر.

ويتضح عدم تهيئة الأرضية للحوار بما يقوم به الإعلام القطري من تحريف لأي سياق يوصل إلى طريق سالك، فالعجلة الإعلامية لم تعمل على إماطة الأذى والكشف عن مواقع القنابل المزروعة في علاقة ظلت قائمة على الود والإخاء وتكشفت عن عداء ومحاولة إسقاط كتلة سياسية شملت ست دول أبحرت في عواصف من الأحداث ونجت.

وما لم تفق قطر على حقيقة أمرها الضئيل وأنها لم تكن سوى أداة ينتهي دورها بانتهاء تحقيق الهدف فسوف تعاند وتكابر، هي الآن تطالب الشركاء أن لا يتركوها وحيدة بعد كشف الستار عن دورها الشيطاني.

وسوف يظل الحوار مع قطر غير منسجم مع مطالبات دول محاربة الإرهاب والإرهابيين، وإن حدث الحوار فإن قطر لا تريد أن تفقد جائزة الأداء المذهل لدورها في (الفوضى الخلاقة).. ولأن إعلامها جعلها في رتبة (الشيطنة) ها هو يواصل تخريب أرضية الحوار، فمنذ الأمس والإعلام القطري يريد تأكيد تحميل السعودية تهمة مشاركتها في سقوط برجي التجارة الدولية (أحداث 11 سبتمبر).. هو إعلام ينافح على جعل الصغير عملاقا.