الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين
الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين
-A +A
«عكاظ»(جدة)OKAZ_online@
أعربت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي عن قلقها العميق إزاء الأعمال الوحشية والمنهجية التي ترتكبها قوات الأمن في ميانمار ضد جماعة الروهينغيا المسلمة والتطورات التي مست أكثر 270 ألف مسلم شردوا قسرا إلى بنغلاديش، وحُرقت منازلهم وأماكن عبادتهم.

من جانبه، جدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين دعوة المنظمة لكل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى مواصلة ممارسة ضغوطهما على ميانمار من أجل وضع حد لأعمال العنف واسترجاع الروهينغيا لحقوقهم الأساسية، حاثّاً مجلس الأمن الدولي على معالجة هذه القضية معالجة فعالة.


وقال:«إن المنظمة يساورها قلق بالغ إزاء حملة العنف التي تشن على بيوت الروهينغيا وقراهم في سائر أرجاء ولاية راخين»، محذراً من احتمال ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق الروهينغيا، خصوصا في ضوء الوضعية الراهنة في ميانمار وفي الوقت الذي حددت فيه الأمم المتحدة وعلى نحو جلي المشكلات الخطيرة المرتبطة بحقوق الإنسان هناك.

وأشار إلى أنه يتعذر إغفال محنة الروهينغيا واعتبارها مجرد شأن داخلي للبلد المعني، مشدداً على أنها باتت قضية حقوق إنسان عالمية، مطالباً المجتمع الدولي بالإيفاء بالتزاماته تجاه الضغط على سلطات ميانمار لحملها على العمل بشكل حاسم والسماح بإيصال المعونة الإنسانية للأشخاص المتضررين وضرورة المعالجة الجادة للحملات المعادية للإسلام والمسلمين التي تشن في وسائل الإعلام والفضاءات العامة.

وقال الأمين العام إنه أجرى اتصالات مباشرة مع أونغ سان سو تشي مستشارة الدولة، حول تجدد أعمال العنف في حق الروهينغيا، ودعاها لاعتماد سياسة شاملة وشفافة إزاء الأقليات العرقية والدينية والتأكيد على ضرورة فسح المجال أمام الأقلية للحصول على الجنسية من خلال عملية شفافة، مضيفاً أن سو تشي التزمت الصمت إزاء القضايا الأساسية للروهينغيا ولم تبذل إلا القليل من الجهود للتخفيف من معاناتهم بالرغم من السمعة التي حُظيت بها لفترة طويلة كناشطة في مجال حقوق الإنسان.

وكان الأمين العام للمنظمة قد وجّه رسائل منفصلة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين فليبو غراندي، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية فدريكا موغريني، وذلك من أجل حثهم على الانخراط في اتخاذ الخطوات الحاسمة بغرض إنهاء هذه الأزمة، وفي ضوء الاستخدام العشوائي للقوة ضد السكان المدنيين في هذه الولاية.

وعقد رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء بالمنظمة، اجتماعا لمناقشة آخر مستجدات أوضاع مجتمع الروهينغيا المسلمة في ميانمار، على هامش قمة العلوم الأولى، في أستانا أمس برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الرئيس الحالي للقمة الإسلامية.

ودعا الاجتماع حكومة ميانمار للتعاون بشكل كامل مع بعثة تقصي الحقائق الدولية وتقديم مرتكبيها إلى العدالة، حاثّها على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي ومعاهدات حقوق الإنسان، واتخاذ جميع التدابير الكفيلة بوقف أعمال التشتيت والممارسات التميزية ضد الروهينغيا، فضلا عن المحاولات المستمرة لطمس هويتهم وثقافتهم الإسلامية.

وحث الاجتماع حكومة ميانمار على القضاء على الأسباب الجذرية، ما في ذلك حرمان أقلية الروهينغيا من الجنسية، معرباً عن قلقه إزاء تدفق أعداد هائلة من أبناء الروهينغيا إلى بنغلاديش والآثار الأمنية على حكومة بنغلاديش، مطالبا جميع الدول الأعضاء على تقديم الدعم اللازم لبنغلاديش لمواجهة تدفق اللاجئين على أراضيها.

من جانبه، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بضرورة إنهاء اضطهاد الروهينغيا، مشيرا إلى اتخاذ خطوات بهذا الصدد، داعيا في الوقت نفسه، حكومة ميانمار إلى مزيد من التعاون لإنهاء الأزمة، مؤكداً ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في هذا الصدد.