-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
لم يكن الليل قبل الماضي كأمثاله في مسيرة الأزمة القطرية، إذ بدت وكأنها قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اختراق، بعد اتصال هاتفي لأمير قطر تميم بن حمد بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مبديا رغبته في الجلوس على طاولة الحوار، ومناقشة المطالب الـ13 للدول الأربع بما يضمن مصالح الجميع.

وبأريحية تامة وبخلق الكبار وشيم العرب، أعلن ولي العهد ترحيبه بالعرض القطري، لكنه أكد أنه سيعلن موقف المملكة الرسمي بعد التشاور مع (الإمارات والبحرين ومصر)، وهو شيء طبيعي ومنطقي باعتبار أن أي تقدم في الأزمة يجب أن يحظى بموافقتها. وما إن أعلن هذا الاختراق حتى سادت حالة من الترحيب والتفاؤل في الأوساط السعودية والخليجية والعريبة، لحدوث هذا الاختراق الإيجابي وبداية حلحلة الأزمة.


وزاد من نبرة التفاؤل تغريدة وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، على حسابه في «تويتر» عندما قال: «متى ما كانت المسألة في يد الأمير محمد بن سلمان، فأبشروا بالخير»، لكن وكما يقولون أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وجاءت الطامة الكبرى بعد لحظات وجيزة عندما أعلنت وكالة الأنباء القطرية التخريبية، أن الاتصال تم بتنسيق من الرئيس الأمريكي ترمب في تحريف واضح للواقع، ثم تبعتها «الجزيرة» بنشر بيان كاذب أيضا بالتأكيد على نفس المعنى.

وهنا انكشف الكذب ووئد الحوار، عندما علم الجميع أن «قنا» حرفت مضمون الاتصال الذي تلقاه ولي العهد السعودي من أمير قطر بعد دقائق من إتمامه، فالاتصال كان بناءً على طلب قطر ورغبتها في الحوار مع الدول الأربع حول مطالبها وليس كما زعمت الوكالة القطرية وجزيرتها. وهنا حصحص الحق، وجاء الرد السعودي ملجما وشفافا وسريعا، بتعطيل أي حوار مع قطر حتى تُصدر تصريحاً واضحاً عن موقفها بشكل علني، بحسب ما جاء على لسان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية، والذي أكد أن ما نشرته وكالة الأنباء القطرية لا يمت للحقيقة بأي صلة، وأن ما تم نشره استمرار لتحريف السلطة القطرية للحقائق، ويدل بشكل واضح على أنها لم تستوعب بعد أن السعودية ليس لديها أي استعداد للتسامح مع تحوير السلطة القطرية للاتفاقات والحقائق.

ما حصل ليل السبت يثبت للجميع أن سلطة تميم، ونظام الحمدين ليسوا جادين في الحوار، وأنهم مستمرون في نهج المغالطة والتسويف ولي الحقائق، وعليه فإن القرار السعودي بتعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة في قطر حتى تكون تصريحاتها بالعلن متطابقة مع ما تلتزم به، كان قرارا سليما؛ لأن السعودية تريد أن تتعامل مع دولة مسؤولة وليس دويلة تديرها خلايا عزمي بشارة أو تحركها وكالة أنباء ساعة تقول إن موقعها اخترق وأخرى تلفق وتكذب، وهو أمر ليس بمستغرب عليها فهي وكالة الكذب القطرية بامتياز، ولهذا فإنه بهذه السياسة المتخبطة، سيظل نظام تميم معزولا، يمارس التخريب والكذب وتضييع الفرص.