ولي العهد خلال اجتماعاته مع الرئيس الروسي بوتين أخيرا.
ولي العهد خلال اجتماعاته مع الرئيس الروسي بوتين أخيرا.
-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAhamid@
المتتبع للعلاقات السعودية الروسية يرى تصاعد مستوى العلاقات من التقليدية إلى مصاف الشراكة الإستراتيجية خلال فترة وجيرة، وسيجد أن التواصل بين الرياض وموسكو جاء لمتطلبات المرحلة الجيوستراتيجية، فضلا عن حرص السعودية على تنويع علاقاتها مع الغرب والشرق، خصوصا أن العلاقات السعودية الروسية لم تعد مجرد علاقات عامة، بل شراكة عميقة ومتجذرة باعتبار أن روسيا قوة عظمى وتطل سياساتها مباشرة على منطقة الشرق الأوسط، خصوصا في الأزمة السورية وملف مكافحة الإرهاب، لاسيما أن موسكو أصبح لديها يقين أن السعودية باتت «الطرف الأساسي» الذي يقود الخريطة العربية والإسلامية في ملفات ساخنة عدة، خصوصا ملف مكافحة الإرهاب وإرساء السلام والأمن في الشرق الأوسط، وهنا تبرز الحاجة مشتركة للتكامل والتواصل، خصوصا أن السياسة السعودية الجديدة تؤمن بأن اختلاف وجهات النظر لا يعني القطيعة، كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «قد نختلف مع روسيا في سورية ولكن هناك قواسم مشتركة عدة نتفق معها»، باعتبار أن روسيا التي عادت للقطبية باتت تلعب أدوارا مؤثّرة في الملفات الملتهبة في المنطقة، وهي أيضا من الدول الخمس صاحبة حق النقض الفيتو في مجلس الأمن، فضلا عن دورها الإستراتيجي في قضايا المنطقة خصوصا الملف السوري ومكافحة الإرهاب. ومن هنا تأتي زيارة وزير الخارجية سيرغي لافروف اليوم إلى السعودية في إطار التأكيد على الشراكة السعودية الروسية، إذ سيلتقي خلال الزيارة خادم الحرمين الشريفين وكبار المسؤولين السعوديين لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصا في اليمن والعراق، والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية، إضافة إلى التنسيق في مجال النفط والطاقة. وتأتي زيارة لافروف قبيل زيارة مرتقبة للملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو الشهر القادم. وسيبحث لافروف بحسب مصادر روسية سبل تعزيز العلاقات الثنائية والوضع في سورية والأزمة القطرية، وهي استكمال لجولة سابقة زار خلالها الإمارات والبحرين والكويت وقطر، إضافة إلى الجهود الرامية إلى تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية إلى المفاوضات في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة. وأشارت مصادر روسية إلى أن مباحثات لافروف في السعودية ستتناول بالتفصيل الأزمة القطرية، مؤكدة أن موسكو لا تزال تدعو الدول المعنية إلى تجاوز خلافاتها من خلال المفاوضات وإيجاد حلول وسط تسمح بإعادة العلاقات بين هذه الدول إلى مجراها الطبيعي. وأشارت مصادر خليجية إلى أنه يتعين أن تقوم روسيا بدعم المواقف الخليجية تجاه القضايا الإقليمية، داخل أروقة المنظمات الدولية، خصوصا الملف اليمني ودعم الشرعية في اليمن وسورية وإحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط.