-A +A
سعيد السريحي
هي كرة قدم، ربما لا تتجاوز أن تكون مجرد واحدة من الألعاب الرياضية التي التي لم يكن لها أن تُحمّل من المضامين السياسية أكثر مما تحتمل، غير أن السياقات التي باتت عليها كرة القدم حين أصبحت تدور في إطار المسابقات العالمية ولا تدور في الملعب فحسب، هذه السياقات لم تلبث أن جعلت للنصر فيها دلالاته وللهزيمة دلالاتها التي لا تبعد كثيرا عن دلالات النصر والهزيمة في أي معركة يخوضها بلد من البلدان، سواء كانت تلك المعركة على الحدود أو داخل الملعب، وإذا كانت المعركة على الحدود معركة حقيقية فإن رمزية المعركة داخل الملعب من شأنها أن تجعل النصر والهزيمة شأنا وطنيا، ولذلك حين خسر منتخب المملكة في مباراته السابقة تعالت الأصوات مستنكرة تلك الخسارة، مؤكدة أن أبطالنا الحقيقيين هم أولئك الذين يقاتلون بعزيمة وإصرار على الحد الجنوبي، وحين انتصر في مباراته الأخيرة وتمكن من الوصول إلى نهائيات كأس العالم ارتفعت الأصوات نفسها مؤكدة:.. وهؤلاء أبطالنا كذلك.

لذلك كله لم يكن لمنتخبنا إلا أن يفوز ويتأهل للمونديال، لم يكن له إلا أن يواكب روح التحدي وإرادة النجاح التي حققت للمملكة انتصارا في إرادة الحج رغم تربص المتربصين وتمنيات الشامتين، لم يكن أمام المنتخب إلا بروح مستمدة من الروح التي يقف فيها جنودنا على الحد الجنوبي يناضلون في سبيل حماية الوطن، ورجال أمننا وهم يخوضون حربا ضد أي محاولات للعبث بأمن الوطن ومقدراته، بل لم يكن لمنتخبنا إلا أن ينتصر كي يسشعر كل مواطن أن كل ما حوله يبشر بوثبة جديدة تشمل كافة جوانب الحياة، كان الانتصار خيارا وحيدا أمام منتخبنا كي لا تكون هزيمته البقعة السوداء في ثوبنا الأبيض.