سيلفي الحج لتوثيق رحلة العمر. (تصوير: عمرو سلام)
سيلفي الحج لتوثيق رحلة العمر. (تصوير: عمرو سلام)
-A +A
إبراهيم علوي (المشاعر المقدسة) i_waleeed22@
في وقت يرى فيه مصورو السيلفي في الحج أنهم يوثقون رحلة العمر، من وسط المشاعر، يرى آخرون أن سيلفي الحج ينتمي إلى فصيلة الهياط التي يلجأ إليها البعض خاصة المشاهير، ممن يحرصون على تصوير كل صغيرة وكبيرة لمتابعيهم.

ويدافع الحاج خالد بترجي عن السيلفي باعتباره توثيقا لرحلة الحج، وليس من باب الاستعراض أو الهياط، قائلا: جئت لأداء شعائر الحج فما المانع من توثيق رحلة العمر، حتى أتذكرها بعد أعوام. فيما يبرر عبدالحميد الفضلي تصوير نفسه بأنه يعشق التصوير، وهو دوما ما يلتقط صورا ويرسلها لمتابعيه في السناب شات، حتى يكونوا معه لحظة بلحظة، ودافع عن السيلفي قائلا: لا ألتقط الصور لمجرد الاستعراض، ولكن للتواصل مع الآخرين، فهو بمثابة وسيلة تواصل.


ويعد عبدالله فرساني أحد المعروفين ببرنامج التواصل أن تصويره للمقاطع خلال رحلة الحج هي من باب إشراك متابعيه في كل خطواته، وهو أمر اعتاد عليه، فالأجهزة والبرامج الحديثة أتاحت لكل شخص أن يبث بالصوت والصورة تفاصيل يومياته، ومنها أداء الشعائر، ليتابعها معجبوه، وفي رأيه أن رحلة الحج ليست شخصية، فالملايين بإمكانهم متابعة تفاصيلها عبر منصات التواصل، خصوصا أن السيلفي أصبح من الطقوس اليومية التي يحرص عليها العديد من الحجاج، على جبل عرفات أو منى أو أثناء الطواف حول الكعبة، ما يعني أنه لا ضير أن أوثق لحظاتي وأبثها لأصدقائي. وعلى النقيض يتهم أسامة الرحيلي أصحاب سيلفي في الحج بالالتهاء بغير العبادة، واصفا إياهم بالمهايطين، خصوصا من يصور كل صغيرة وكبيرة، ويشغل نفسه خلال أيام الحج بالتصوير، بزغم أنها للذكرى، رافضا هذه الأعذار، قائلا: شاهدت من يطلب من مرافقيه تصويره وهو يرمي، وآخر وهو يلتقط الحصوات أو يبكي أو يدعو، فكيف يمكن أن أسمي هذه الأفعال توثيقا، والحقيقة أنها هياط، لاسيما إذا فعلها المشاهير. يوافقه الرأي الحاج مصطفى دمنهوري، قائلا: على الحاج أن ينأى بنفسه عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال أداء الشعائر، ولا يلجأ إليها إلا للضرورة، وعليه أن ينشغل بالأمر العظيم الذي جاء من أجله، وهو أداء النسك الذي يسبغ على المرء الراحة النفسية والطمأنينة، واليقين بأن اجتهاده في العمل سيعيده إلى بلاده مغفور الذنوب كيوم ولدته أمه.