-A +A
مي خالد
حين تم الإعلان عن إنشاء النيابة العامة قبل أشهر ظننت في أول الأمر أنها ستقوم بمهام هيئة التحقيق والادعاء العام سابقا. لكن نشاط رئيسها النائب العام الشيخ سعود المعجب منذ تعيينه يثير الإعجاب ويجدر بالكتّاب والمؤرخين أن يدونوا تاريخ النيابة السعودية العامة ويمتدحوا المحسن ويقولوا له أحسنت ويشيروا لمواضع الخلل لتجاوزها.

إنه لأمر يستحق التأريخ أن تدخل الولاية القضائية المستقلة على النيابة العامة وترتبط مباشرة مع الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، إنه إنجاز ذهبي عظيم وخطوة كبيرة لإصلاح القضاء السعودي. ليصبح قضاء شفافا منصفا يدخلنا عصرا جديدا يحفظ حقوق الإنسان ويواكب الثقافة القضائية العالمية مع الحفاظ على أخلاقيات الشريعة الإسلامية وروح العدالة لحماية حقوق جميع المواطنين والمقيمين. وقد بدأت النيابة العامة بتنفيذ الملاحقات العامة المستقلة ومراجعة قضايا الموقوفين على ذمة قضايا غير مكتملة الأركان وأفرجت عن بعضهم بالفعل وسبق للنائب العام الشيخ سعود المعجب أن حذّر من إيقاف المواطنين أو المقيمين دون سند نظامي، ولفت نظر المحاكم بعد أن رصد عدم التزام وزارة العدل بإبلاغ النيابة العامة بمواعيد جلسات محاكمات المتهمين بالحق العام، كما حذّر من التجاوز في وسائل التواصل وأكد تدخل النيابة لضبط الأمور حين توجد مضامين تضر بالمجتمع من كراهية أو طائفية. مع تأكيده احترام حرية التعبير.


ما ينقص النيابة العامة حتى الآن هو وجود متحدث رسمي إعلامي لمواجهة الجمهور عوضا عن النائب العام الشيخ سعود المعجب، الذي لا بد أنه يدرك أهمية وجود متحدث رسمي للنيابة العامة.

وننتظر التعجيل في إدخال اللائحة الجزائية الموحدة حيّز التنفيذ. خاصة وأن الشيخ سعود المعجب أحد من عملوا على مشروع ووثيقة النظام الموحد للإجراءات الجزائية.

إن ما تقوم به النيابة العامة منذ تأسيسها حتى الآن تقدم رائع للعدالة والقضاء السعودي يستحق التوثيق في أكثر من مقال.