-A +A
حمود أبو طالب
لفتة شاعرية إنسانية وطنية جميلة تلك التي عبر عنها الأمير خالد الفيصل يوم أمس من خلال رسالة قصيرة جداً لكنها بليغة جداً، نشرتها الصحف بأناقة تتناسب مع أناقة المضمون، قال فيها: (إلى كل من غمرني بسعوديته العربية الإسلامية، أقدم اعتزازي.. خالد الفيصل).

هنا، وفي هذا التوقيت على وجه الخصوص، لا بد من الحديث بوضوح وبأعلى صوت عن الأشياء التي كنا نغفلها أو نتجاوزها أو نشيح بأقلامنا عنها. في ما سبق لم تكن الأمور كما هي الآن، لأن استهداف وطننا ورموزه ومقدراته ومكتسباته أصبح علنياً وصارخاً، بوقاحة ولؤم شديد، عبر جوقة من المرتزقة المأجورين الذين يبذلون من السفه بقدر ما يدخل في أرصدتهم.


الأمير خالد الفيصل رجل دولة من طراز رفيع، له رؤية واسعة وبعيدة المدى. تذكروا قصيدته التي حذر فيها من كثير مما يجري الآن برمزية بليغة، لقد نصح فيها المتهورين نصيحة الأخ المشفق مما هم متورطون فيه وماضون في طريقه بلا بصر أو بصيرة. مثل هذا النموذج السياسي الواعي الذي يمثله خالد الفيصل مزعج لأعداء وطننا المتآمرين عليه، ولأنهم دائماً يقبعون في الكواليس فإنهم يدفعون بالألسنة القذرة المستأجرة لتقول ما يريدون قوله نيابة عنهم. لهذا فقد دفعوا بواحد من تلك الألسنة كي يحاول النيل من خالد الفيصل وهو في أطهر بقاع العالم وأقدس مقدسات المسلمين، يخدم حوالي مليونين ونصف من حجاج بيت الله الحرام، وظنوا أنهم سيحققون شيئا بتلك السفاهة، لكنهم ما علموا أن بوابة الجحيم ستُفتح عليهم من الشعب السعودي النبيل الذي يحب خالد الفيصل حباً لا رياء فيه، كإنسان ومواطن ومسؤول ورجل دولة نذر نفسه أكثر من نصف قرن لخدمة وطنه.

إنهم لا يعرفون طبيعة العلاقة بين شعب المملكة وقادته ورموزه، وهذا طبيعي لأن فاقد الشيء لا يعرفه. لقد ألغوا شعبهم واستبدلوه بحفنة من الغرباء الطارئين لتتشكل حالة انفصام شديدة لا شبيه لها. هنا شعب لا مأجورين فيه ولا مدفوعين ولا مكلفين بقول شيء. شعب يعبر عن مشاعره بعفوية وتلقائية ونزاهة وصدق، وقد أثبت لكم أنه أقوى خطوط الدفاع عن وطنه، فتعلموا منه الفضيلة بدلا من إصراركم على تعلم الرذيلة.

يا خالد الفيصل: بمثل اعتزازك وأكثر، نحن نعتز بك.