-A +A
محمد أحمد الحساني
تمر بالإنسان مواقف إنسانية طريفة سواء في حياته العملية أو الاجتماعية، قد يكون في بعضها إضافة إلى طرافتها عبرة، ومن ذلك أنني دعيت ذات عام للمشاركة في «ندوة عن النقل في الحج» وكنت قبيل موعد الندوة بشهور قد فُصلت من جريدة الندوة التي كنت أعمل معها محرراً متعاوناً، وقد وجه لي الدعوة الأخ المهندس أحمد التركي وكيل الوزارة لشؤون النقل وهو صديق عزيز فلبيت دعوته تقديراً له وتحقيقاً لرغبته في مشاركتي مع جمع من المهتمين بالشأن العام في إثراء جلسات الحوار ببعض المداخلات الحية، لاسيما أن الندوة التي افتتحها وزير المواصلات الشيخ حسين المنصوري - رحمه الله- كانت تضم عدداً من كبار المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بالنقل في الحج من مدنيين وعسكريين، فقابلني صحفي صغير يعمل مراسلاً في مكتب إحدى الصحف المحلية فسألني ساخراً: بالله عليك ماذا جئت تفعل يا أستاذ؟! فأجبته على التو: وعلى شفتي ابتسامة عريضة: جئت أتسلى وأقضي وقت فراغي وأحضر وليمة الغداء التي تعقب افتتاح الندوة!

ويبدو أن الصحفي الصغير قد أدرك أنه تجاوز حده فانزوى وانكمش، خاصة بعد أن رأى المهندس التركي يأخذ بيدي ليعرفني على الوزير المنصوري الذي توقف للترحيب بي فوجدتها فرصة لسؤاله سؤالاً لم أستطع معرفة جوابه لعدة سنوات، وكان السؤال هو عن أخبار لجنة إحياء خط قطار الحجاز - الشام التي كانت اللجنة المكونة من عدة دول تجتمع بين الفينة والأخرى لدراسة إحيائه، وأعضاؤها من المملكة والأردن وسوريا وتركيا فكان جوابه رحمه الله باللهجة المكية: هُوَّ إنته صَدَّقت!


ولما أردت الاستيضاح منه عن معنى عبارته المكية همس المهندس أحمد التركي في أذني قائلاً: بعدين أفَهِّمك!

أما الصحفي الصغير فيبدو أنه ندم على سؤاله المتطاول فأراد أن يعتذر مني في آخر أيام الندوة فأكدت له أن ما حصل منه مجرد غرور شباب لا ينبغي لصاحب تجربة التوقف عنده كثيراً.

أما ما أعادني لتذكر ما سبق طرحه آنفاً فهي صورة صحفية نشرتها صحيفة البلاد في الآونة الأخيرة تحت عنوان «صورة من التاريخ» وكانت عن ندوة النقل في الحج التي تساءل الصحفي الصغير عن سبب حضوري لها، مع أن علاقتي العملية بالصحافة قد انتهت قبل انعقاد الندوة حسب تقديره وعلمه وفهمه للصحافة التي كان يراها عبارة عن أخبار وصور ومراسلين ولا شيء غير ذلك!

mohammed.ahmad568@gmail.com